من قصص التجارة مع الله ( التجارة الرابحة )
- القصص والروايات
- 5/2/2019
- 2844
- منقول للفايده ووما اعجبني
من قصص التجارة مع الله ( التجارة الرابحة )
فى سنة 1939 لاحظ مدرس فلسطيني فى أحد مدارس الرياض الابتدائية الحزن الشديد على وجه أحد التلاميذ السعوديين .. فسأله عن السبب .. فأخبره أن المدرسة تنظم رحلة ورسم الإشتراك ريال واحد ولكن أُسرته فقيرة جدًا ولا تمتلك هذا الريال ... فبكل ذكاء عمل المدرس مسابقة جائزتها للإجابة الصحيحة هى ريال ... وبالطبع سأل التلميذ الصغير عن الإجابة ، فأجاب وأخد الريال وفرح فرحةً لا توصف ..
بالطبع لم يستكمل التلميذ الصغير تعليمه بسبب فقره الشديد .. واشتغل حمّالًا للأمتعة مقابل نصف ريال فى اليوم.. ثم حمّالًا لتنكات الكيروسين لعدم وجود الكهرباء فى ذلك الوقت .. ثم بائع في محل بقالة ثم طباخ ..حتى اِدَّخر 400 ريال فتح بهم محل بقالة .. ثم فتح محل صِرافة لبيع وشراء العملات مع الحجاج ... أكرمه الله اخر كرم ...
فلستُ محتاج أن أقول لكم أن هذا التلميذ هو (سليمان الراجحي) الذي أسّىس "مصرف الراجحي" الذي أصبح رأس ماله 124 مليار ريال (600 مليار جنية) .. ويعمل به 8000 موظف فى 500 فرع بالعالم كله .. وعرفانًا بفضل الله عليه تبرع بثلثى ثروته كأوقاف لأعمال الخير.
لم ينسَ أبدًا التلميذ موقف المدرس الفلسطينى .
و سأسرد لكم ما كتبه بنفسه عن هذا الموقف من مذكراته "قصّة كفاح" :
(عدتُ إلى المدرسة وإلى جهات التعليم بحثا عن هذا المدرس الفلسطيني حتى عرفت طريقه. فخططت للقائه والتعرف على أحواله. التقيتُ به ووجدته بحال صعبة بلا عمل ويستعد للرحيل. فلم يكن إلا أن قلت له بعد التعارف ياأستاذي الفاضل لك في ذمتي دين كبييير جدًا منذ سنوات.. قال وبشدة "ليس لى ديون عند أحد". وهنا سألته "هل تذكر طالبا أعطيته ريالاً لأنه أجاب كذا وكذا ".. بعد تذكر وتأمل قال المدرس ضاحكا "نعم. ..نعم وهل أنت تبحث عني لترد لي ريالا" قلت له "نعم" .. وبعد نقاش أركبته السيارة معي وذهبنا .. وقفنا أمام فيلا جميلة .. ونزلنا ودخلنا فقلت له "يا استاذي الفاضل هذة الفيلا هى سداد دينك مع تلك السيارة وأى راتب تطلبه مدى الحياة .. وتوظيف ابنك في المؤسسة" .. ذُهل المدرس ..وقال "لكن هذا كثييير جدا" ..فقلت له "صدقني إن فرحتي بريالك وقتها أكبر بكثيييييير من حصولي الآن على 10فلل كهذه ما زلت لا أنسى تلك الفرحة").
هل خطر ببال هذا المدرس الفلسطينى أن هذا الريال الذى أسعد به طفل صغير سيعود إليه فى اقسى لحظات حياته ليغيرها؟. .. إنها التجارة مع الله ... اعمل الخير فحتما لن يضيع عند الله.