قياس أبعاد الأرض
- العادات والتقاليد الثقافه والتراث
- 1/10/2018
- 1431
- منقول للفائده
قياس أبعاد الأرض
ينسب للخليفة المأمون (198هـ – 218هـ) القيام بأول محاولة لقياس أبعاد الأرض؛ حيث كان للخليفة المأمون اهتمامات علمية وأدبية وقد بدأ يفكر في هذا الأمر، فأحضر على الفور فريقين من علماء الفلك والجغرافيا واتفق معهما أن يذهبا إلى مكانين مختلفين على الدائرة العظمى من محيط الأرض شرقًا وغربًا، ثم يقيسا مقدار درجة واحدة من خطوط الطول (التي تبلغ 360 خطَّ طول).
وقد قام كل فريق باختيار بقعة أو مكان كبير مسطح، ورَكَز في مكانٍ منها وتدًا، واتخذ النجم القطبي نُقطةً ثابتةً، ثم قاس الزاوية بين الوتر وبين النجم القطبي والأرض، ثم سار شمالاً إلى مكان زادت فيه تلك الزاوية، وقاس كل فريق المسافة بين الوتدين، وكانوا يقيسون المسافات على الأرض بحبال يشدُّونها على الأوتاد.
واستطاعوا أن يصلوا إلى نتائج عجيبة ودقيقة للغاية وقريبة مما توصل إليه العلماء في هذا العصر؛ فقد أخذ المأمون متوسط قياس الفريقين، فوجده 56.66 ميلاً تقريبًا، والذي توصَّل إليه العلم المعاصر هو 56.93 ميلاً، وعلى قياس المأمون هذا فإن محيط الأرض يبلغ 20.400 ميل، أي حوالي: 41.248كم، ومن خلال مقارنة هذه القيمة مع القيمة التي قيست بواسطة الأقمار الصناعية في العصر الحديث، وهي 40.070 كم، يتَّضح أن نسبة الخطأ في قياسات فريق المأمون لم تتجاوز (3 %)