كيف تبحث عن السعادة؟!

كيف تبحث عن السعادة؟!

 

اليوم نحن عرضة للمؤثرات الحياتية أكثر من السابق نتيجة للمتغيرات المعرفية والسلوكية السلبية التي نواجهها يوميا وتشكل ضغطا نفسيا وعصبيا وجسديا.

فالأول كنا نجهد من العمل الوظيفي وبعض المطالب المالية واليوم أصبحنا أمام مؤثرات أغلبها معرفية وفكرية نتلقاها عبر وسائل الإعلام والإنترنت، فهناك كم هائل من السلبيات التي تبث علينا وتمتصها عقولنا وأجسادنا إلى جانب المؤثرات الحياتية التقليدية.. وبالتالي فإن النتيجة العلمية المعروفة هي إصابتنا بالاكتئاب والقلق والمخاوف والرهاب والمزيد من الوساوس القهرية وضعف جهاز المناعة والاضطرابات الجسدية العديدة.

يوجد مثل يقول: "جاور السعيد تسعد" وفعلا هو ما نحتاجه اليوم، فكثرة جلوسنا أو قراءتنا لما يصدر من أناس كثيري التشكي والتشكك ومسيئي الظن واللوامين وناشري الشائعات السلبية والمغرضة والذين يتناولون كل شيء من زاوية سلبية ويفسرون الأحداث والمواقف ويؤولونها تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان ولا تمت للواقع من منظور سلبي، سنجد أنفسنا اندمجنا في ثقافة فكرية وسلوكية مرضية تشدنا للوراء وتشغلنا عن تطوير ذواتنا وتحسين قدراتنا الفكرية والسلوكية لما يعود علينا وعلى مجتمعنا بالصحة بالكفاءة النفسية.

هناك أشخاص فعلا يمكن أن نطلق عليهم (غلبانين) يعانون من أسر الأفكار والمعتقدات السلبية لدرجة الإدمان وبالتالي الاضطراب، فلا ينفعون أنفسهم ولا ينفعون غيرهم، بل أصبحت شخصياتهم تهدم كل شيء أو ضوء من عتمة الظلام، ولا يؤمنون بنصف الكأس المليان بل بالفارغ، ويبحثون عن أي شمعة مضيئة ليطفئوها وينصبوا أنفسهم قضاة وحراسا على أفكار وسلوكيات وأجساد الآخرين، ومشخصين لنوايا الناس ويطلقون الألوان المختلفة من الكذب، ثم ما يلبثون أن يصدقوه ويؤلفوا منها السيناريوهات التي لو مثلت فقد ننافس هوليود وأفلامها الخيالية.

المهم أن مردود التسمم الفكري بالمعتقدات السلبية أكبر خطر يهدد الجنس البشري الآن، فتأثيره لم يعد محصورا على الأمن والسلم بمفهومه الشامل بل أصبح يهدد بشكل مباشر صحة الإنسان، ويؤدي به إلى الهلاك والفناء والتشتت من عدة محاور، وإذا تمكن من الإنسان انعكس عليه وعلى من حوله.

لذا أعتقد أن مسؤولية انتقاء واختيار من نجالس ونسمع ونرى ونقرأ لهم مسؤولية فردية لمن يريد أن يتمتع بصحة نفسية وجسدية وتقديرا للذات.

وفي آخر المطاف فالسعادة هي أن نبحث عنها في كل ما هو إيجابي ومتفائل ومضيء.

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5