الثقافة العامة
- العادات والتقاليد الثقافه والتراث
- 12/6/2018
- 1201
- منقول للفائده
الثقافة العامة : (التعريف ـ المعلومات ـ التحليل).
■ تعريف الثقافة.
تستعمل كلمة ثقافة لوصف مجموع المعارف والاعتقادات والفنون والقوانين والعادات التي يكتسبها الإنسان نتيجة كونه فرداً في جماعة. كما تستعمل أيضاً لوصف المعارف والعلوم التي يكتسبها الفرد في سبيل تطوره الثقافي (الإنسان المثقف) ومجموعة المعارف والسلوك الجماعي وطرق انتشارها (المظاهر الثقافية والفنية التي يتسم بها مجتمع ما).
وعليه، هناك ثلاثة معان منفصلة :
• أولها : الحضارة التي تشمل القيم والرموز والدلائل التي تعبر عن جماعة ما في لحظة ما من تاريخها.
• ثانيها : معنى الخلق والإبداع والآثار الأدبية والفنية وثقافة التميز.
• ثالثها : طريقة العيش، أي : أنماط العيش والمعارف اليومية.
■ معلومات عن الثقافة.
التبادل الثقافي : ينتج التبادل الثقافي من التواصل المستمر والمباشر بين المجموعات التي تطور أنماطاً جماعية من التمثيل والعمل. تلعب كل من الثقافة والتبادل الثقافي دوراً في تسهيل التوصل إلى أشكال متعددة من فهم العالم وتمثيله.
هذه "الثقافة العامة" هي في الوقت نفسه أحد أشكال الوعي الجماعي كما هي طريقة تعابير فردية، وعليه فعلاقتها بالتربية هي علاقة مركزية إذ يتعلق الأمر بتمكين الفرد من المشاركة في تجربة عالم مشترك وفي تأسيس هذا العالم وتأسيس عناصره من علوم وفنون وآداب تأسيساً معرفياً.
تظهر في المدرسة احتياجات مختلفة : بداية، تم نقل الثقافة بطريقة غير متماثلة أو متساوية سواء من قبل الأهل أو من قبل الوسط الثقافي، كما أن تجدد المعارف أسرع بكثير من تجدد الأجيال، في نفس الوقت، يجب على المدرسة أن تلعب دور الرابط الثقافي بين المعارف التي يتم تدريسها وبين متطلبات المجتمع الجديدة. هذا التوتر هو موضوع كتاب هانا آرندت المعنون : "La crise de la culture" (أزمة الثقافة).
على الرغم من أن الثقافة تحتمل عدة معان إلا أن هناك عدة أنواع من الثقافات الأمر الذي يستلزم العمل على إيجاد تعددية ثقافية والعمل على المزاوجة بين مختلف الطرائق الثقافية (ميشيل سير).
تشكل الأنشطة الثقافية منهاج عمل تربوي، كما أنها تأتي في نفس الوقت تحقيقاً لأهداف محددة كتمكين الطلاب من الوصول إلى موروث ثقافي واستطلاع أشكال الثقافة المختلفة (كالفنون البصرية والموسيقى والمسرح) بالإضافة إلى تشكيل الثقافة والذاكرة والوسط المحيط والعلم. إذاً، لا يمكن فصل الثقافة عن "إتقان اللغات" وعن تعلم فن الحياة المدنية والاجتماعية، ولعل الشغل الشاغل الآن هو كيفية الانتقال من ثقافة "ابتدائية" (نسبة إلى المدرسة الابتدائية) إلى ثقافة "بمعارف مفصلة" (إدغار مورين) بهدف الوصول إلى فهم العالم المعاصر والعيش فيه.
■ تحليل الثقافة.
تُمنحُ الثقافة معنى إدراكياً جديداً، ضمن العملية التربوية، فتصبح مجموعة العوامل المؤسسة "للفكر" والتي تسمح بالوصول إلى مجموعة من الأدوات التي أسستها الثقافة واستخدمتها المدرسة. إذاً، "لن يُحصر برنامج المدرسة بالنظم المدرسية التي يتم تعليمها فيها، وإنما سيصبح النظام الأساسي للمدرسة، من منظور تاريخي، هو المدرسة نفسها".
تلعب المدرسة دوراً في توحيد الثقافة وترسيخها، وتكون الحياة العقلية التي يتم عيشها مع الآخر هي الهدف الذي تصبو إليه المدرسة والذي تتم بلورته في منظور المشاركة وذلك بفضل الطقوس والقوانين الثقافية (كطقوس السرد القصصي أو اللعب وغيرها).
يقول برونر : "تمنح الثقافة العقل شكلاً" والعلاقة التربوية بحد ذاتها ليست معزولة عن الثقافة، بل إنها تعمل داخلها ومن أجلها.
■ أقوال تربوية عن الثقافة.
• "يحتاج الإنسان إلى الرعاية وإلى الثقافة" (كانط، 1803، Kant, Réflexion sur l’éducation).
• "يجب ألا يكون للتربية هدف سوى الثقافة، بل إنه لا يمكن أن يكون لها هدف آخر. والثقافة، بحسب ما نراها، هي مجموع التأثيرات التي تطورها وتعطيها تأملاً أوسع للعالم وأفكاراً جديدة تماماً" (تولستوي، 1862، Tolstoï).
• "إن نشاط الكائن البشري داخل إطار ما، هو نشاط فكري وجلي يتأثر بمجموعة الأدوات التي تزوده بها ثقافته من خلال مجموعة من "الحلول البديلة".