درب الحج والمرور عبر ديار بني مالك الطائف
- بني مالك نسب تاريخ ثقافه تراث
- 27/2/2018
- 2183
- منقول للفائده
درب الحج والمرور عبر ديار بني مالك الطائف
( أي الطريق الذي يسلكه حجاج بيت الله -- من اليمن الى مكة المكرمة ) – وهو درب مشهور للقادمين عبر السراة سيرا على الاقدام او على ظهور البغال والحمير..اما قوافل الابل فكان لها طريق آخر غير هذا ؛ وهو( طريق المشرق ) الآتي من شمرخ الى غزايل و الجبوب ثم قيا وشقصان واخيراً الى الطائف ثم السيل الكبير الى مكة المكرمة ...
وهذا الطريق( درب الحاج ) الذي يمر من جبال السراة بمهور فمشهور منذ فجر الاسلام الى ماقبل قيام ( الثورة اليمنيه في المتوكلية اليمنية ) وما تلاها من اتفاقيات العبور بين الدولتين بموجب جوازات السفر بين اليمن والمملكة . ( أي منذ أواخر الخمسينات المبلاديةمن القرن العشرين) .. ومع بداية عصر ( السيارات ) بالطبع حيث تحول طريق الحج هذا الى( طريق المشرق ) الذي يمر من شمرخ الى غزايل ثم الجبوب الى الطائف . واصبح اكثر الحجاج اليمنيين بعد ذلك يقدمون للحج عبر طريق الليث مكة ( مكة – جيزان ) ؛ وعبر البحر الاحمر ( الحديدة - جدة ) ثم عبر الجو بواسطة الطائراة .
هناك بطبيعة الامر رحالة ومستشرقين مروا من جنوب الجزيرة العربية الى الشمال والعكس ؛ وسنذكر ماتيسر بإذن الله في حينه .
( أما طريق الحاج ) وهي تسميه اصطلاحية قديمة لم آتي بها من عندي ؛ وهو مشهور بهذه التسمية ؛ فهو طريق يأتي من اليمن وجنوب المملكة عبر مرتفعات جبال السروات في عسير و ديار رجال الحجر ثم بلاد غامد وزهران .. و من( برحرح)يودع ديار زهران..ويدخل الى ديار بني مالك عبر وادي( منهوجا ) .
( وهو )طريق مشهور يخترق سراة بني مالك من الجنوب إلى الشمال يطلق عليه ( درب الحاج ) ويسلكه حجاج اليمن من ( صنعاء ) وغيرهم من سكان السروات الجنوبية القاصدين الديار المقدسة لأداء فريضة الحج كما أسلفنا ،
وكان هذا الدرب مدهوكاً عامراً بالحجاج والمسافرين ذهاباً وإياباً من وإلى مكة المكرمة والديار المقدسة حتى أواخر الستينات من ( القرن الرابع عشر الهجري ) ،
ولقد كان الحجاج انذاك يعبرون على شكل مجموعات منظبطة وقليلاً ما يأتون فرادي .. ومن الجدير بالذكر أن حجاج اليمن ( صنعاء ) كانوا أكثر تنظيماً حيث أن لهم أميراً لشؤون الحج في كل موسم وبرفقته موكب مكون من قضاة وحرس للبت في المشاكل والمشاجرات العارضة ( سواءً بين الحجاج أنفسهم أو مع غيرهم ) ،
وكان الحجاج يسيرون ( قبل أميرهم بيوم أو يومين او اكثر ) وبعضهم الآخر يمشي برفقته ( أي كان اميرهم يأتي في ساقتهم ) ، إلا أن الجميع لهم ميعاد ثابت في محطة معلومة ينتظر فيها ( أولهم آخرهم ) حتى يصلهم أميرهم ذاك ثم يتحرك الجميع من المحطة الى الشمال ( نحو مكة والديار المقدسة ) .
( أما ميعاد التجمع ذاك ) في محطة الشعيراء ؛ فهو في تمام شهر ذي القعدة .. أي ( ليلة غرة ذي الحجة ) من كل عام في منطقة ( الشعيرا ) في ديار بني مالك .. حيث يباتون ليلتهم تلك هناك ؛ وفي صباح اليوم الأول من ذي الحجة يدلف الجميع منها ( أي من هذه المحطة ) جميعاً نحو الديار المقدسة في مكة ،
ويعرف أميرهم لدى سكان ديار بني مالك بـ ( الكبسي ) ومن الجدير ذكره أن أسرة الكبسي هذه أسرة يمنية أنجبت الكثير من القضاة ورجال العلم في اليمن ، وتولت إمارة الحج لسنوات طويلة .
أما نظام البيع والشراء وتبادل المنافع بين الأهالي والمسافرين في تلك الفترة فقد كان يتم نقداً أو مقايضة .. فقد كان الحاج اليمني يقايض بالبن والقشر والحلي الفضية وقلائد الخرز وما شابهها للحصول على إحتياجاته واحتياجات دابته .
{ ونعود إلى معالم الطريق } المعروف بـ ( درب الحاج ) فنقول :-
كان الطريق ينتهي في سراه دوس ( بلاد زهران ) ليبدأ من جديد في وادي منهوجا في سراة بني علي من بني مالك . ثم وادي السايلة فيستمر الطريق حتى يصل إلى ريع الخضارين المطل على وادي مهور ( من اسفله ) فيصعده الحجاج ليهبطوا الى وادي مهور الذي يعبرونه إلى جبال الشعيرا مخلفين ديار بني حرب ورائهم ،
وفي جبال الشعيرا يتكامل الحجاج اليمنيين ويمكثون هناك حتى ليلة وصول أمير الحج اليمني ليلة في الغرة من شهر ذي الحجة فيئدون صلاة المغرب والعشاء وعقب صلاة الفجر يتحرك الركب يتقدمهم أميرهم عبر جبال الحككه ثم ريع قاعس في ديار بني عمرو ومن هذا الريع يهبطون إلى وادي بوا ومن بوا يودعون ديار بني مالك وهنا ينتهي طريق الحاج العابر من ديار بني مالك ، بعد ذلك يتجه الحجاج إلى ريع المناضح في بلاد أبا الحارث ثم وادي ميسان ثم إلى المهضم ثم وادي الخلف فالدور الحمر ومن هناك يواصلون بقية الطريق إلى مكة المكرمة بعد ان يلتقي هذا الدرب مع درب القوافل ( طريق المشرق ) القادم كما اسلفنا ( عبر شمرخ وغزايل ) .
( هنا ننهي كلامنا عن درب الحاج ) نقلناه عمن عاصر ايام مجده الخوالي . وأرجو ان اكون وفقت في تدوين ونقل معلومة قد تكون ذات اهمية في قادم الايام ( قبل ان تندثر مثلما اندثر وسيندثر غيرها ) بمرور الليالي والايام ... وسامحونا على الإطالة والتوسع في السرد .. ولكنها ضرورة السرد والإيضاح لكل مؤرخ .