الشيخ ابن باز ! مواقف فيها عظات وعبر
- القسم الاسلامي
- 18/1/2018
- 1891
- منقول للفائده
كان للشيخ ابن باز !مواقف فيها عظات وعبر
يرويها العلامة الشيخ عبد العزيز الراجحي
- كانت مجالس شيخنا ابن باز مباركة عظيمة النفع، وإن كان قليل الكلام.
ولعنايته بالحديث وتخريجه عند ذكره له،كان لطلابه استحضار لكثير من الأحاديث.
- كانت دروس الشيخ ابن باز رحمه الله إذا انقطعت أسابيع لسفره إلى الحج أو الطائف:
أنكر طلابه أنفسهم في استحضارهم الأحاديث، وأحكامها ، وتخريجها .
- كان للشيخ ابن باز تعليق يسير لعشر دقائق على رياض الصالحين للنووي بمسجده بعد صلاة العصر كل يوم،
لايحضره إلا أفراد من طلابه إلا أنه نافع جدا .
- زار الشيخُ ابنُ باز الملكَ فهدا ، فأوشك أذان العصر ، فاستأذن الشيخ لدرس العصر وخرج ،
مع إلحاح الملك عليه ببقائه ، مع قصر الدرس وقلة الطلاب !
- في مجلس الشيخ ابن باز ، يتخذ الحضور أماكنهم دون تمييز ، فالسابق يجلس حيث شاء ،
ومَن أقامه أحد من موظفي الشيخ من مكانه، أنزل الشيخ عليه سخطه!
- كان بعض الأمراء يزورون الشيخَ ابنَ باز بعد صلاة الجمعة في بيته ، حيث درس التفسير ،
وكانوا ربما وقفوا عند الباب ، لا يجدون مكانا يجلسون فيه !
- دخل وجيه إلى مجلس ابن باز، فأراد أحد موظفيه التقرب لذلك الوجيه ، فأقام أفريقياً من مكانه ليجلس ذاك فيه،
فأخبر الشيخَ، فغضب وزجر موظفَه ونهره.
- كان الشيخ ابن باز رحمه الله، يعول عشرات طلاب العلم في دول العالم كافة، مع مئات الفقراء ،
ولم يعلم بحجمهم أحد، ولا يُعرف كثير منهم حتى اليوم!
- عندما مات الشيخ ابن باز رحمه الله ، أعلن أحد أكابر الوجهاء والأثرياء ، تحمل من كان الشيخ يعولهم ،
فلما تبيَّن له عددُهم ، ذُهل وانسحب خلسة !
- عندما مات الشيخ رحمه الله، اشتغل كثير من المحسنين بسد مكان الشيخ، وحضر بعض المعالين بحثا عن خليفة للشيخ ،
وعجز الجميع عن سد مكانه.
- تطاول شاب على الشيخ ابن باز بألفاظ قبيحة، فعلم الأمير سلمان، وأراد عقوبته وتأديبه، فعلم الشيخُ ، فأبى ورفض قاطعا !
سمعتها من الملك حفظه الله
- أتى شيخ من البادية وسأل ابن باز عن جواز تسميته ابنه بحنظل
فقال : سمه عبدالله أو عبدالرحمن
فقال غاضبا: لم أسألك عن رأيك!
هل يجوز أو لا؟
فقال يجوز!
- أتى رجل عظيم الجثة، فدافع الناس حتى خلص إلى ابن باز في سيارته، فذكر له أنه رضع خمس رضعات،فهل تحرم عليه زوجته!
فابتسم الشيخ متعجبا، وقال: لا!
- أتى صبي الشيخَ ابن باز وطلبه الدعاء أن يكون كابن تيمية !
فابتسم الشيخ ، ودعا له أن يكون عالما ، فأبى عليه إلا أن يدعو له أن يكون كابن تيمية!
- أتى رجل فيه غفلة الشيخَ ابن باز ، فشرع يقص عليه رؤيا طويلة رآها في المنام !
فابتسم الشيخ ، وقال : لا أعبر الرؤى ، وتركه .
- أتى وجيه الشيخَ ابن باز في مسجده قبل إقامة صلاة العصر، وأعطاه قارورتَيْ عطر نفيس، فأخذهما وشكره ،
وأعطاهما للجالسَيْنِ بجواره من عموم طلابه!
- ذكرأحد طلاب ابن باز له : أن أستاذه في الجامعة يقول إن النبي ليس بفقيه !
فغضب الشيخ،وقال من يرد الله به خيرا يفقه في الدين،اذهب فقل له أنت كافر!
- كان بعض الأحداث وغيرهم ، يأتون الشيخَ ابنَ باز فيعظونه !
فيتأثر الشيخُ ، ويُرَى هذا في وجهه ، ويُكثِرُ الاستغفار ، ثم يشكرهم ، ويدعو لهم !
- كان الشيخ ابن باز لايأخذ معه أوراقا نقدية مطلقا، ولايصلي فيها، فإذا اتاه محتاج،
اقترض ممن حوله ممن يعرفهم، وطلب منهم المجيء إلى بيته لقضائهم.
- لم يكن الشيخ ابن باز يُميّز بين مخاطبيه مطلقا، فيحترم الجميع،
ويقيم لهم أقدارا وإن كانوا فقراء وضعفاء أو أحداث أسنان، حتى يُظن أن لهم مكانة!
- كان الشيخ ابنُ باز إذا سلَّم عليه شاب بانفراد ، سأله في أذنه :
هل أنت متزوج ؟ ألا تريد الزواج ؟ نحن نعينك ، فالزواج خير وفيه خير .
- كتب إمام مسجد للشيخ ابن باز كتابا يشفع فيه لفقير ذي ديون ،
فتفاجأ بجواب الشيخ له ، مصدرا بفضيلة الشيخ فلان بن فلان، فبكى سرورا ، ودعا للشيخ!
- كان الشيخ ابن باز إذا علم بمرض أحد من المشايخ وطلاب العلم،طلب من مخبره أن يرتب له زيارة له،
ثم زاره زيارة خفيفة في بضع دقائق،ودعا له وانصرف.
- كان إذا أُعجب الشيخ ابن باز بشاب، خصه وسأله بانفراد، ماذا تحفظ؟
هل تحفظ القرآن؟بلوغ المرام؟
فإن كان يحفظها فرح ، ودعا له ، أو حثه على حفظها.
- جاء صالح للشيخ ابن باز زمن حرب الصرب على البوسنة،
فسأله عن جواز تبرعه لهم ومقاتلوهم يشربون الخمر على الجبهات، فقال : لا تكن عونا على إخوانك.
- جلس فتى إلى جوار الشيخ في الشتاء،فمس الشيخ ثوبه خلسة مع انتباه الفتى واستغرابه،
فلما قُضيت الصلاة،همس له الشيخ إن ثوبك رقيق فهل أنت في حاجة؟
- كان الشيخ ابن باز إذا دُعي إلى زواج لبّاه إن استطاع، فيظن العامة أن لذلك العريس مكانة خاصة عنده،
وما علموا أنها مكانة الإسلام لجميع من سأله.
- كان الشيخ ربما ترك الدرس، وشرع في الوعظ، فيُبكي قساة القلوب،
وإن لم يكن كلامه ككلام القصاص والوعاظ منمقا، لكنها رقة تسري من لفظه إلى القلوب!
- كان الشيخ ابنُ باز إذا علم بطالب علم أتاه مغتربا ، عرض عليه الإقامة عنده في بيته واستضافته ، وألحّ عليه ،
وإن لم يكن ذا صلة سابقة بالشيخ .
- كان الشيخ ابن باز إذا انتظر الصلاة ، إما يشتغل بالاستغفار ، أو قراءة القرآن ،
فإذا قرأ القرآنَ أحدٌ بجواره ، انصت له ، فإن أخطأ صوّبه .
- لايحتاج السائل المحتاج عند الشيخ ابن باز، تنميق كلام، ولا كثرة أيمان، ولا بكاء عين، وإنما يخبره بحاجته ،
فيجد اللطف منه رحمه الله والإعانة.
- كان الشيخ ابن باز إذا آنس من طالب علم غير سعودي حرصا واستقامة وعلما ، عرض عليه أن يكتب له بالجنسية ،
وكتب له شفاعة خاصة ، وانتظر جوابها .
- سكن طالب علم عربي عند الشيخ ابن باز، وكان حادًا، فتخاصم مع بعض موظفي الشيخ، فخرج وترك بيت الشيخ ،
فعلم الشيخ وأبى إلا أن يدفع له إيجار بيته!
- في عام1419هـ أُقيمت احتفالات بالمئوية، بمرور مائة عام على فتح الرياض،
فلم يكن أحد يُعلن تحريمها حينذاك إذا سُئل إلا الشيخ ابن باز رحمه الله.
- كان الشيخ ابن باز قليل الغضب، فإن غضب فلله، لايغضب لنفسه ولو شُتم، فإذا سمع ما يكره،
استغفر وأكثر التسبيح وانصرف ، ولم يفه بحرف منكر مطلقا .
- كان الشيخ ابن باز إذا غضب لله، أخاف الجميع، وخشي بأسه الجميع، ولم يجدوا شيئا يعصمهم من حزمه ،
إلا أن يتركوا ما غضب الشيخُ لأجله ، مما يُنكر.
- كان الشيخ ابن باز حريصا على الفائدة ، لايهمه من أتى بها ، ولا يكترث وإن أتت من صبي صغير ،
بل يسأل عن مصدرها ، وربما نادى مرافقَه ليقيدها له.
- كان كثير من عموم الطلاب ، لا يعلمون درجة قبح القول في الأصول أو الفروع ، إلا من وجه الشيخ ،
ورفع صوته بلاحول ولاقوة إلا بالله ، وتألمه .
- في أحد دروس جامع ساره بعد صلاة المغرب،أكثر الطلاب على الشيخ ابن باز في ذكر منكرات الدشوش وما تنقله،
فغضب،ثم تفاجأنا بعده بأيام بإعلان منعها!
- لا أحصي عدد ما سمعتُ من الشيخ ابن باز رحمه الله (لا أدري)، و(الله أعلم)،
فإنه لم يكن يبالي أن يقولها لكل سائل ، إن لم يكن يعلم .
- لم يكن يرضى بالتصوير إذا علم به. وصوروه مرة بمحاضرة له بجامعة الإمام، فسألته هل أباحه ؟ فقال : لم أعلم والله به .
- ما ذكرته عن شيخنا ابن باز رحمه الله ، هي أمور شهدتها بنفسي ،
ولم أذكر ما ذكره لي تلاميذه الثقات من أمور فاتتني وشهدوها ، وإلا فإن ذلك كثير .
- أتى شاب الشيخَ ابن باز ، وطلب منه أن يُحله مما قال فيه، وكان الشاب كسيرا أسفا.
فقال : عفا الله عنك ، وغفر لك.
فشرع يخبره بما قال فيه، فنهاه!
- كان الشيخ ابن باز يجري الناس جميعا على الظاهر، ويحسن ظنه فيهم،
وكان الجميع صالحين وغيرهم يجتهدون في نصحه وعدم غشه، مروءةً أنْ ظن فيهم الخير.
- كان الشيخ ابن باز ينصح المخالفين ، ويقدم بعض الردود عليهم ، وربما ساهم في نشرها ،
ومع هذا تجدهم معظمين محبين له ، مدركين ألا حظ لنفسه فيها .
- أتى عامل الشيخَ ابن باز في مجلسه شاكيا حبس كفيله لراتبه بضعة أشهر ، فغضب وطلب كفيله ووبخه ونصحه ،
فدفعها، وحذّره أن ينال العامل شيء إذ شكاه.
- كان الشيخ ابن باز لا يسأل أحدا عن قبيلته ، أو مدينته فالجميع سواء ، إلا لسبب شرعي ،
إما لسؤاله عن حال الدعوة في منطقته، أو استخدامه له فيها.
- كان الشيخ ابن باز يخص صغار التلاميذ بسؤالهم عن آبائهم،فإن كانوا أحياء حمد الله، وإن كانوا أمواتا،
خصهم بالرعاية، وسأل عن حالهم وحال أهاليهم.
- كان الشيخ ابن باز يخص طلابه وغيرهم ممن يسكنون بالإيجار، بالكتابة لهم إلى المحسنين ، بأنهم طلاب علم ،
صالحون أهل للعطاء ، فيشترون لهم بيوتا .
- كان ابن باز إذا دخل مجالس الكبراء،فرت شياطينهم ولهجت ألسنتهم بذكر الله،وشرعوا بسؤاله عن دقائق الأحكام ودم البعوض!
حتى تخال أنك بين الحواريين!
- أتت أم طالب علم بارز موقوف، تشكي لابن باز إشفاقها على ابنها، فعظّم مقامها وأكرم نزلها، ووجدته مشفقا كإشفاقها،
فقرت عينا، وطابت نفسا، وانصرفت.
- كان كثير من طلاب الشيخ ابن باز يتخلقون بأخلاقه ، فتعلقهم بالدنيا ضعيف ، ويعظم عليهم مَن فُتن بها،
إذ كان إعراضهم عنها كبيرا ، لإعراض شيخهم .
- كان لحضور دروس الشيخ ابن باز لذة وأنس عظيم، يجده كل من حضر ،
وقد رأيت من العامة ملازمين لدروسه سنين كثيرة لذلك ، وهم لايحسنون شيئا من العلم.
- كان الملك فهد لايرى مبتسما إلا في التلفزيون!
أما مجالسه فهو حازم فيها،ولم يكن أحد تراوده نفسه بوعظه ولانصحه إلاابن باز فكان ينصحه دوما ويعظه.
- من قال لك -ممن أدركتُ- إنه يأتي للملك فهد لنصحه فقد كذبك، فلم يكن يلهج بنصحه ووعظه إلا ابن باز فحسب،
أما الآخرون فتنقطع أنفاسهم عند مصافحته!
- كان الملك فهد لا يُعظِّم أحدًا ويُحبُّه ، كما يُعظِّم ويُحبُّ الشيخَ ابن باز ، مع كثرة نصحه له ، ووعظه إياه .
وكان ابنُ باز يُجله ويحترمه .