قتال بجيله ضد النعمان ابن المنذر

قتال بجيله ضد النعمان ابن المنذر

 

نعلم جميعا أن النعمان بن المنذر كان احد ملوك العرب ولكن ملكه لم يتعدى الحيرة وكان عاملا لكسرى واما الكثير من العرب فقد كانت مستقلة بأمرائها وأسيادها ومن هذه القبائل قبيلة بجيلة .

هناك وقبل معركة القادسية والتي كان لبجيلة فيها نصيب الأسد ! وبالتحديد في معركة الخورنق وفتح الحيرة ، استنفر الصاحبي الجليل سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه القبائل العربية المسلمة وطلب منها النهوض لقتال النعمان بن المنذر وجيشه وأنصاره والذين كانوا يعملون لحساب الأكاسرة والأساورة ! فنهض العرب كالأسود ووفدت القبائل للمشاركة وكان من ضمن تلك القبائل العريقه قبيلتنا الكريمة (بجيلة) فأبدت إستعدادها للنزال وخوض المعركة ضد ذلك العامل وضد الاكاسرة!

وقد ورد في فتوح الشام بعضا من اسماء القبائل المشاركة وقد كانت بجيلة تذكر الأول وربما يدل ذلك على كثرتهم وإن كنت أعتقد بأنهم كانوا الأكثر والدليل على ذلك ان هذه المعركة قد تبعتها معركة القادسية والتي كانت فيها بجيلة ربع الناس! وقد ورد في نفس المؤلف ان القبائل العربية والتي شكلت جيش سعد بن ابي وقاص كانو قرابة ثلاثون ألف فارس! وكانوا قد اجتمعوا في العراق فارتحل بهم سعد من الرحبة الى الحيرة البيضاء ، وقد كان النعمان بجيشه متمركز فيها !

وقد ورد ان النعمان كان جيشه يقارب ثمانون ألف ، وكان كسرى يحرضهم على القتال وأستطيع أن اطلق عليه لقب (المنافق) وكان من كلامه (إن هؤلاء عرب وأنتم عرب وهلاك كل شيء من جنسه) ! بعد ذلك قام سعد بن ابي وقاص بإرسال رسول الى النعمان وهذا الرسول اسمه سعد بن ابي عبيد القارئ ، فدخل على النعمان ودار بينهما نقاش طويل ونذكر منه على سبيل المثال قول سعد : إن الله أمرنا أن لا يسجد بعضنا لبعض لا ولعمري إن هذه كانت العادة المعروفة في الجاهلية قبل أن يبعث الله نبيه محمداً عليه السلام. فلما بعث جعل تحيته السلام ، وكذا كانت الأنبياء من قبله ... إلخ

بعد نقاش طويل وبعد ان حاول النعمان ان يخيف سعد بجيوش كسرى وقيصر غضب غضبة شديدة وقال له : ياويح قومك ارجع إليهم فليس عندنا جواب إلا السيف! فعاد سعد بن ابي عبيد فوجد سعد بن ابي وقاص وجيشه قد اقتربوا من النعمان بن المنذر لمنازلته وقتاله فلما علم سعد برد النعمان امتثل قائلا :

سأحمل فيهـم حملـة عربيـة

ولا أنثني والله عنهم بعسكـري

فإما نرى النعمان في القيد موثقاً

وإما طريحاً في الدماء المعفـر

فأمر سعد العرب لتجهيز العدة للقتال ، فاتجهوا الى خيولهم وعقدا العزم على القتال فقام سعد رضي الله عنه بتجهيزهم وترتيب صفوفهم ! وإليكم ماقاله الواقدي عن ذلك الموقف : حدثنا أحمد بن عامر . قال: أخبرنا علي بن مسهر عن أبان عن الحسن . قال : لما استوت الصفوف وترتبت كل قبيلة جعل الأمير سعد يتخلل الصفوف ويعظ من فيها من عرب بجيلة وطيء وبني هلال والنخع وغيرهم ويقول: هذا يوم لا نرى بعده مثله أما بلغكم ما فعل إخوانكم بالشام لما تكاثرت عليهم جموع اللئام فاستيقظ المسلمون بقول سعد . انتهى

فأجابته هذه القبائل بلسان واحد قائلين : نحن نحمل عليهم بشدة العزائم ولعل الله أن ينصرنا عليهم . فصاحوا بخيولهم فخرجت كالرياح العواصف ولم يزالوا في القتال الشديد إلى أن توسطت الشمس في قبة الفلك ، وقد ثبتت أصحاب النعمان بن المنذر للضرب والطعان ! ومن ثم قتل النعمان على يد القعقاع بن عمرو التميمي وقيل بشر بن ربيعه التميمي . فلما نظرت جيوش الحيرة إلى الملك النعمان مجندلاً ولوا الأدبار يريدون القادسية نحو جيش الفرس وغنم المسلمون رحالهم وأموالهم وباتوا فرحين وافتقدوا من قتل من المسلمين فكانوا خمسمائة وثلاثين غالبهم من أهل نخع .

وهذه لمحة مبسطة عن دور قبيلتنا المجيده في تلك الاحداث الهائلة والتي سجلها التاريخ بمداد من الذهب . وانتظرونا في الحلقات القادمة لقراءة المزيد من تاريخنا العظيم

المعلومات مستقاه من كتاب : فتوح الشام للواقدي

 

الكتاب / فتوح الشام

المؤلف / الواقدي

ارقام الصفحه / 397 _ 398 الكاتب / احمد بن مسلم المالكي

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5