آثار العربيَّة في الثَّقافة الإسلاميَّة عامَّة
- العادات والتقاليد الثقافه والتراث
- 4/10/2017
- 1382
- منقول للفائده
آثار العربيَّة في الثَّقافة الإسلاميَّة عامَّة:
إنَّ المسلمين قد اهتمُّوا بضبط اللّغة وجمعها، وتحْديد ألفاظها، وقد أدَّى هذا الاهتِمام إلى ظهور المعاجم اللّغويَّة والنَّحويَّة والصَّرف والعروض، وهي من العلوم الدينيَّة بمنزلة الآلة؛ (محمد حسن، 46، 2000).
وتأثيرها على ثقافة المسلمين يكون من أوجه متعدّدة، منها:
1- أسلوب التحيَّة بالتَّسليم وردّه.
2- استخدام بعض مصطلحات عربيَّة متعلقة بالدّين الإسلامي، كالصَّلاة والحجّ والزَّكاة، والمسجد والجنازة والدّعاء والنكاح والطلاق.
كاد أن لا يوجد مسلم لا يفهم أو لا ينطق بتِلك المصطلحات اللغويَّة العربيَّة، مهما كان ضعْفه في العربيَّة وإن لم يكن عربيًّا.
3- وأسلوب الكتابة بالأحرُف العربيَّة عند بعض اللّغات المنتمية إلى الإسلام، كالفارسيَّة والتّركيَّة والمالايوية والهاوسا والأورديَّة، وغيرها من اللغات التي تعتبر لغات المسلمين.
4- ومنها: قرض مفردات اللغة العربيَّة إلى بعض تلك اللّغات المذْكورة.
5- العربيَّة كوسيلة مهمَّة في أداء العبادات المحتاجة إلى التلفُّظ، كالقراءة في الصلاة، والتّلاوة والتَّلبية في الحجّ، والتلفظ بالأدعية والأذكار المأثورة وغيرها.
6- وقد أثَّرت العربية في القراءاتِ القرآنيَّة، من حيثُ إنَّ لكلّ قراءة دليلها المقنع في اللغة، لاسيَّما إذا كانت مثل هذه القراءة من القراءات الصَّحيحة.
7- ومن بين أوجُه تأثير العربيَّة في ثقافتنا: نزول القرآن دستور المسلمين نفسه باللّغة العربيَّة، وقد تكرَّر الإقرار بنزول القُرآن بهذه اللغة العربيَّة لحكمة التبيّن والتعقّل والتدبّر المحكم والتفصيل، فيما بلغ إحدى عشرة مرَّة (فصلت: 44، الرعد: 37، الرمز: 28).
التحديات في وجه الثقافة العربية الإسلامية:
بدأت الحملات الغربيَّة توجّه إلى الثقافة العربية من خلال أرسخ الحصون وأقواها، وهو الإسلام نفسه، وقد حاولوا عدَّة مرَّات وما زالوا في الدَّعوة إلى التَّفرقة بين الدّين والقوميَّة العربية، بل بين الإسلام واللّغة التي أنزل بها دستور الأمَّة الإسلاميَّة نفسها؛ أي: العربيَّة.
ولقد واجهت اللّغة العربيَّة أقسى ألْوان التحدّي في سبيل القضاء على وحدتها، وتغْليب العامّيَّات الإقليميَّة عليها، وقد بدأت الحملة من منطلق مقارنة اللّغة العربية باللغة اللاتينيَّة الَّتي دخلت المتاحف، مخلية الطَّريق للغات الإقليمية واللهجات المحلّية، وبالجملة فإنَّ التَّحدّيات الصَّادرة من قبل هؤلاء المغربين والمستشْرقين يمكن أن تشتمِل وتتمثَّل على هذه المحاولات التَّالية:
1- المحاولة في إيقاف اللغة العربيَّة عن النموِّ في الأوطان الإسلاميَّة، بما فيها الدول العربيَّة وغير العربيَّة، علمًا أنَّها هي لغة الفِكْر والثَّقافة والعبادة لدى هؤلاء المسلمين، الَّذين قد يبلغ عددُهم حاضرًا 1.4 مليار؛ (مقالة: يحيي توين مرتضى، أثر العربية في ثقافة المسلمين).
2- المحاولة المتواصلة في استبدال العاميَّة بالفصحى في كثير من البلدان العربيَّة.
3- السَّعي في خلْق لغة وسطى بين العامّيَّة والفصحى؛ وذلك لإنزال مستوى الثَّقافة العامَّة إليها، وعزل اللّسان العربي والثَّقافة عن مستوى القرآن الكريم من الفصاحة.
4- المحاولة في هدْم دولة الإسلام والقضاء عليها، وقد سلكوا في تحقيق ذلك طريق تجْزِئة الأمَّة الإسلاميَّة وتفتيتها، فأثاروا النعرات الإقليميَّة والقوميَّات، وجنَّدوا لذلك أعوانًا لهم داخل ديار المسلمين.
5- محاولة الإغارة على حضارة الإسلام وثقافته؛ سعيًا وراء هدم عقائده وأفكاره، ونشْر الأفكار الغربيَّة بديلا عنها.
6- الغزْو الفكري عن طريق التَّبشير.