الشعراء العرب وبني مالك بجيله

الشعراء العرب وبني مالك بجيله

 

( امرؤ القيس بن حُجر .. وذو الخلصة )
الملك الضّليل , حامل لواء الشعراء, شاعر العربية .أول من وقف واستوقف , وبكى واستبكى
أبدأ به بحثي : فلمّا قُتِلَ أبوه ! رجع عن عربدته ! وقال : ( اليوم خمر وغداً أمر ) . واستشار مستشاريه قائلا : ماذا أفعل بقتلة أبي ؟!
فقالوا : تذهب إلى ذي الخلصة ( صنم بجيلة وخثعم ودوس ) تستشيره !
وذهب امرؤ القيس إلى الصنم ؟! كما قال ( ابن الكلبي ) واستقسم بالأزلام على عادة الجاهليين
وفي كل مرة يكون نصيبة : لا تفعل !! فقال :


لو كُنتَ ياذا الخَلْصَةِ الموتورا
يوماً وكان شيخُكَ المقبــــورا
لم تنهَ عن قتلِ العــداةِ زورا
وفي مناسبة أخرى يشير إلى ( سرو حِمْيرَ ) في رائيته الرائعة (وهي في ديوانه) التي خاطب فيها رفيقه في سفره إلى قيصر .. قائلاً :

بكى صاحبي لمّا رأى الدربَ دونَه
وأيقنَ أنا لاحقــانِ بقيـصـرا
فقلتُ لهُ لا تبـكِ عينـُك إنمّـــــا
نحاولُ ملكاً أو نموتَ فنعذرا
تبصّر خليليْ هل ترى ضوء بارقٍ
يضيء الدجى بالليلِ عن سروِ حميرا
ولو شئت كان الغزو من أرض حميرٍ
ولكنه عمداً إلى الروم انفرا


( قيس بن الخطيم و كرز البجلي )

وقيس بن الخطيم شاعر جاهلي من الأوس أهل يثرب . كان فارس الأوس وبطلها وقائدها . في الحرب التي كانت بينهم وبين الخزرج , وقد حدث أن الخزرج كادوا في أحد الأيام أن يقتلوا الأوس ويفنوهم عن بكرة أبيهم , فقد رجّح كفتهم على الأوس تحالفهم مع اليهود ؟!!
فاستنجدت الأوس ببطلها وفارسها وشاعرها قيس بن الخطيم . فخرج إلى القبائل العربية طلباً للنصرة , مستخدماً قدرته الشعرية . فذهب لبجيلة مستنجداً وقال القصيدة الآتية التي ذكر فيها بجيلة وسيد من ساداتها هو كرز البجلي , جد خالد بن عبدالله القسري :

ألَمَّ خَيَـالُ لَيْلـى أُمِّ عَمْـرِو
ولـمْ يلمـمْ بنـا إلاَّ لأمـرِ
تقولُ ظعينتي لمّـا استقلّـتْ
أتتركُ ما جمعتَ صريمَ سحرِ
فقلتُ لها: ذرينـي إنَّ مالـي
يَرُوحُ إذا غَلَبْتُهُـمُ ويَسْـرِي
فلستُ لِحَاصِنٍ إنْ لَمْ تَرَوْنَـا
نُجَالِدُكُمْ كأنّا شَـرْبُ خَمْـرِ
فإِن تنْزِلْ بذي النَّجدَاتِ كُرْزٍ
تُلاقِ لديه شَرْباً غيرَ نَزْرِ
له سَجْلان سَجْلٌ من صريحٍ
وسجلُ تريكةٍ بعتيق خمر
ويمنعُ مَن أراد ولا يُعايا
مُقاماً في المحلَة وسطَ قسـرِ

والقصيدة أطول مما أوردت ..ولا شك أنّ (قبيلة بجيلة كانت على قدر كبير من القوة والمنعة والشهرة بين قبائل العرب . كيف لا ؟! وهذا الفارس الشاعر يستنجد بها ويذكر سيدها على الرغم من بعد المسافة بين يثرب ( المدينة ) وديار بجيلة ) ـ ديوان الشاعر والأغاني ـ !!

( يوم العَرُوض بين ( قَسْر ) بجيلة وهذيل )

في إحدى المعارك التي دارت في العصر الجاهلي ,بين بجيلة وهذيل قُتل ( جُنيدب الهذلي ) على يد عتّاب القسري .أحد فرسان بجيلة, ثم أعدت هذيل العدة للأخذ بثأر جنيدب والتقت
مع بجيلة قرب جبل يسمى (العروض ) .. فقال الشاعر الهذلي ( ساعدة بن جؤية ) قصيدته المشهورة في كتاب (شرح أشعار الهذليين للسكري) يرثي فيها جنيدب وكان يلقب (عبدشمس)
ويذكر الأخذ بثأر ه في ( يوم العروض ) :

ألا يافتىً ما عبد شمس ٍ بمثله
يُبل على العُدّى وتؤبى المخاسفُ
هو الطّرف لم يحشش مطيٌّ بمثله
ولا أنسٌ مُستوبد الدّار خائفُ
ومشرب ثغر ٍ للرجال كأنهم
بعيقاته هدءًا سباعٌ خواشف
به القوم مسلوبٌ تليلٌ وآيبٌ
شماتاً ومكتوف أواناً وكاتف
فإن يك (عتّابٌ) أصاب بسهمه
حشاه فعناه الجوى والمحارفُ
فإن( ابن عبس ٍ) قد علمتم مكانه
أذاع به ضربٌ وطعنٌ جوائف
تداركه أولى عدي ٍ كأنهم
على الفوت عقبان الشُّريف الخواطف
فإن تك قسرٌ أعقبت من (جنيدب ٍ )
فقد علموا في الغزو كيف نحارفُ
ألم نشرهم شفعاً ويُتركَ منهُمُ
بجنبِ العرُوض رمّةٌ ومزاحفُ

قال السكري : ( قَسْرٌ ) يريد قسر ( بجيلة ) أعقبت , عقباً منه , يقول إن كانوا أعقبوا فقد
علموا كيف نعمل بهم إذا غزوناهم ..... و ( العَروض ) جبل من نواحي الحجاز .. ومزاحف ملتقى حيث زحف القوم بعضهم على بعض .

( قصيدة الأماكن ..( البجلية) .. لمن ؟! )

وتحتوي هذه القصيدة على ذكر مواضع كثيرة , في أرض بني (مالك بجيلة ) , ولا زالت تلك الأماكن تحمل نفس الأسماء حتى وقتنا الحاضر ؟! وتلك الأماكن هي : شليل,السلف , أنصح هضاض , عقر شليل بمعنى قصر شليل! وفي ذلك دليل لا يقبل الشك على أن بجيلة ما زالت حتى يومنا هذا , في أرضها ومنازلها التي حلتها منذ العصر الجاهلي ؟!
والقصيدة وردت في ديوان ( تأبط شراً ) الفهمي منسوبة إليه ,ووجدت في ديوان أشعار هذيل بعض أبياتها , منسوباً لشاعر هذلي اسمه ( مالك بن الحارث الهذلي ) وقد وجدت التوضيح الشافي في كتاب (شرح أشعار الهذليين ) ,الذي حققه عبدالستار فراج !
فعندما انتهى الشارح ( السكري ) من ذكر البيت التاسع من القصيدة , قال : هذا آخر ما في رواية الجمحي وأبي عبدالله .قالا فأجابه تأبط شراً العدوي ثم الفهمي)أما أصحاب الأصمعي فيجعلونها قصيدة واحدة ويروونها لمالك بن الحارث إلى آخرها ... انتهى !
وهذه الأبيات التي رويت لتأبط شراً الفهمي يردُّ فيها على مالك بن الحارث الهذلي :

شنئت العَقرَ عقر بني شليلٍ
إذا هبت لقارئها الرياح
كرهت بني حزيمة إذ ثرونا
قفا السلفين وانتسبوا فباحوا
فأما نصفنا فنجا جريضا
وأما نصفنا الأوفى فطاحوا
وصمم وسطهم سفيان لما
ألم بهم عن الورد الشياح
مجازَ نِجاد أنصحَ وانتحوه
كما يتكفت العلج الوقاح
لعادته التي قد كان يبلي
إذا ما كفت الظعن الصباح
إذا خلفت باطنتي سرار
وبطن هضاض حيث غدا صباح
تركت صديقنا وبلغت أرضا
بها عذر لنفسي أو نجاح
فلا ينجو نجائي ثم حي
من الحيوان ليس له جناح
على أني غداة لقيت قسرا
لم ارمهم وقد كمل السلاح

وهذه قصيدة مالك بن الحارث الهذلي التي ردّ عليها تأبط شراً الفهمي :

تقول العاذلات أكل يوم
لسربة مالك عنق شحاح
فيوما يغنمون معي ويوما
.أؤوب بهم وهم شعث طلاح
ويوما نقتل الأبطال شفعا
فنتركهم تنوبهم السراح
وقد خرجت نفوسهم فماتوا
على إخوانهم وهم صحاح
فلست بمقصر ما ساف مالي
ولو عرضت للبتي الرماح
فلوموا ما قصدت لكم فإني
سأعتبكم إذا انفسح المراح
ومن تقلل حلوبته وينكل
عن الأعداء يغبقه القراح
رأيت معاشرا يثنى عليهم
إذا شبعوا وأوجههم قباح
يظل المصرمون لهم سجودا
ولو لم يسق عندهم ضياح

وسوف أعود للحديث عن تأبط شراً .. وعلاقته ببجيلة , فهو من أكثر الشعراء الذين تكرر اسم بجيلة وديارها في طيات أشعارهم,وذلك راجع لعلاقة الجوار بين فهم وبجيلة ,ولكثرة الغارات التي كان يقوم بها مع زملائه ( الصعاليك ) على بجيلة وبقية القبائل المجاورة لفهم عدوان .

( أسد بن كرز يتحمل الديات ..عن شاعر نزل به )

قيس بن منقذ بن عمرو الخزاعي المعروف ( بابن الحدادية ) شاعر جاهلي من الصعاليك , كان شجاعاً فاتكاً كثير الغارات , وكان ابن الحدادية أصاب دماً في قوم من خزاعة هو وناس من أهل بيته, فهربوا فنزلوا في فراس بن غنم . ثم لم يلبثوا أن أصابوا أيضا منهم رجلا , فهربوا فنزلوا في بجيلة على أسد بن كرز فآواهم وأحسن إلى قيس وتحمل عنهم ما أصابوا في خزاعة وفي فراس فقال قيس بن الحدادية يمدح أسد بن كرز ( كتاب الأغاني ) :
لا تعذلينيَ سَلْمَى اليومَ وانتظري
..................... أن يجمعَ اللهُ شَملاً طالما افترقَا
إن شتّت الدهر شملاً بين جيرتكم
...................... فطال في نعمةٍ يا سَلْم ما اتفقا
وقد حللنا بقَسْرِيٍّ أخي ثقةٍ
................... كالبدرِ يجلو دُجى الظلماء والأفقا
لا يَجبرُ الناسُ شيئاً هاضَه أسدٌ
....................... يوماً ولا يَرتُقون الدهرَ ما فَتَقَا
كم من ثناءٍ عظيم قد تَدَارَكَهُ
........................ وقد تفاقَمَ فيه الأمرُ وانخرقا

ــــــــــــ ( قصة قول الشاعر: لولا جرير .. هلكت بجيلة ؟!! ) ــــــــــــــــ

وهذا بيتٌ! لا يكاد يأتي اسم بجيلة في مصدر من المصادر إلاّ وذُكِر, مشفوعاً ببيان نسب جرير بن عبدالله رضي الله عنه,وهذا البيت للشاعر ( عويف القوافي )وهو عويف بن معاوية بن عقبة بن حصْن بن حذيفة الفزاري .وقصة هذا البيت:إنّ الشاعر المذكور وقف على جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه, وهو في مجلسه فقال :

أصُبّ على بجيلة من شقاها
..................... هِجائِي حين أدركني المَشيِبُ

فقال له جرير :
ألا أشتري منك أعراض بجيلة؟!
قال : بكم ؟!!
قال جرير : بألف درهم , وبرذون . فأمر له بما طلب !
فقال ( عويف القوافي ) :

لولا جَرِيرٌ هلَكْتْ بَجِيلَهْ
............... نِعْم الفَتَى وبِئْسَتِ القَبِيلَهْ

فقال جرير ما أراهم نجوا منك بعد؟!. ( الأغاني )
ولما بلغ الخليفة الراشد ـ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ما قال الشاعر . قال عمر :
(( ما مُدِح من هُجِيَ قومه )) ؟!
فتأمل ..! فلولا شهرة ومكانة بجيلة .. وسيدها جرير بن عبدالله رضي الله عنه , لما صار هذا ( البيت )الواحد , من الشوارد ؟!

ــــــــــــــــــــ ( ونحن الملوك .. من قسر .. ؟!! ) ـــــــــــــــــــــــــــ

قالها: جرير البجلي في سوق عكاظ ,عندما نافر الفرافصة بن الأحوص الكلبي ,وقالها أسد بن الحميس القحافي، وقحافة بطن من شهران:
نحنُ الذينَ وَرثنْا العِزَّ عن إرمٍ
.................. أيَّامَ أحمَس وافاها بأنمَارِ
أيَّامَ حِمير تعلُو نارُ عِزَّتها
............ ما أوقَدَ النَّاس في الآفاقِ من نارِ
أيَّامَ كهلان قومي ضَارِبُونَ لهُم
.......... ما ضمَّتِ الأرضُ منْ بدوٍ وأمصارِ
تُجبَى إليهمْ إتاواتُ البِلادِ ولا
............... يَعصيهمُ من مُقيمٍ لا ولا سارِ
وتِلكَ آثارُ آبائِيْ بمأرِبَ لا
................ يفُوقُهَا اليومَ من رسمٍ وآثارِ
وأشار لهذه( العبارة )الشاعر العربي الكبير ,والفيلسوف العظيم , رهين المحبسين ,( أبو العلاء المعري )الذي عاش في العصر العباسي,عندما تحدث عن يد الدهر! وما فعلته بالأمم و الملوك السابقين ومنهم ( ملوك قسر ) في قصيدة رائية رائعة : ( وأصابت ملوك قَسْرٍ بقسرِ )
وهذه رائية أبي العلاء المعري :

ما مُقامي إلاّ إقَامةُ عانٍ؛
.....كيفَ أسري، وفي يد الدّهر أسري؟
ويَسارُ الفتى يَمينٌ، وإن كا
.............نَ أشلاًّ، سامَ الأمورَ بِيُسر
تَبِعَتْ تُبّعاً، وفي القصر غالتْ
.......قيْصراً، وانتَحتْ لكِسرَى بكَسرِ
وطَوَتْ طَيّئاً، وآدَتْ إياداً،
.............وأصابتْ ملوكَ قَسرٍ بقَسر
إنّ جَسراً على المنيّةِ حَزْمٌ،
........والبَرايا، من عُبشةٍ، فوقَ جِسر
ولقابوسَ كانَ قَبسٌ، وفنّا
............خَسْرُ أروَتْهُ من فَناءٍ وخُسر
وكذاكَ النّعمانُ زالَ نعيمٌ
..........عن ذَراهُ، والعَوْدُ رَهنٌ بحَسر
سوفَ ألقَى من الزّمانِ، كما لا
.........قَوْا بعُنْفٍ، لا يُستقالُ، ودَسر
ولوَ أني السُّهَى، أو النّسرُ قد شا
........هدْتُ عصرَينِ من يغوثَ ونَسر

ــــــــــ( قصة البيت: ... ولكن لبغض المالكيِّ جرير ؟!) ـــــــــــــ

ولعمري !! إنّه لدليل لا يقبل الشك.على( مالكيّة )جرير بن عبدالله البجلي ـ رضي الله عنه ـ سواء نسب إلى مالك الجد القريب ! أو إلى قَسْر ( مالك ) الجد البعيد , وهو الراجح عندي؟!!
والبيت كاملاً هو :
شرحبيل ما للدين فارقت أمرنا
...............ولكن لبغض المالكيِّ جرير

والبيت من قصيدة ( للنجاشي بن الحارث ) وقيل النجاشي الحارثي، واسمه قيس بن عمرو ابن مالك، من بني الحارث بن كعب.
يخاطب فيها (شرحبيل بن السمط بن الأعور بن جبلة الكندي وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكان أميراً على حمص لمعاوية ومات بها ) .
( وقصة أو مناسبة القصيدة ) أنه لما قدم جرير على معاوية رسولاً من عند علي رضي الله عنه حبسه أشهراً يتحير ويتردد في أمره فقيل لمعاوية‏:‏ إن جريراً قد رد بصائر أهل الشام في أن علياً ما قتل عثمان ولا بد لك من رجل يناقضه في ذلك ممن له صحبة ومنزلة ولا نعلمه إلا شرحبيل ابن السمط فإنه عدو لجرير‏.‏
فاستقدمه معاوية فقدم عليه فهيأ له رجالاً يشهدون عنده أن علياً قتل عثمان ... في قصة طويلة وفيها أشعار كثيرة ... ( ليس هذا مجال للحديث عنها )!!
فبعث إليه النجاشي بن الحارث ، وكان صديقا له:

شرحبيل ما للدين فارقت أمرنا
............ولكن لبغض المالكيِّ جرير
وشحناء دبت بين سعد وبينه
........... فأصبحت كالحادي بغير بعير
وما أنت، إذ كانت بجيلة عاتبت
.................. قريشا فيا لله بعد نصير
أتفصل أمرا غبت عنه بشبهة
............ وقد حار فيها عقل كل بصير
بقول رجال لم يكونوا أئمة
.................ولا للتي لقوكها بحضور
وما قول قوم غائبين تقاذفوا
...............من الغيب ما دلاهم بغرور
وتترك أن الناس أعطوا عهودهم
..............عليا على أنس به وسرور
.إذا قيل هاتوا واحدا تقتدونه
........... نظيرا له لم يفصحوا بنظير
.لعلك أن تشقى الغداة بحربه
...........شرحبيل ما ما جئته بصغير

ــــــــــــــــــــ (جرير الشاعر .. يمدح خالد البجلي.. وينسبه ) ــــــــــــــــ
وهذه قصيدة من أجمل ما قرأت .. في مدح خالد القسري من الشاعر الأموي جرير بن عطيه الخطفى التميمي .. مدح فيها خالد بن عبدالله القسري وذكر فيها بجيلة وعلاقتها بـ( معد ) ؟؟!!! والقصيدة طويلة ورائعة واقتصرت هنا على ذكر الأبيات الخاصة بخالد القسري :
لعلَّ فراقِ الحي بالبينِ عامدي
.....................عشيةَ قاراتِ الرحيلِ الفواردِ
لعمر الغواني ما جزين صبابتي
......................بهن ولا تحبير نسج القصائد
رأيت الغواني مولعات بذي الهوى
.................. بحسن المنى والخلف عند المواعد
لقد طال ما صدن القلوب بأعين
..................... إلى قصب زين البرى والمعاضد
وكم من صديق واصل قد قطعنه
................... وأفتن من مستحكم الدين عابد
**********
لقد كان داء بالعراق فما لقوا
..................طبيبا شفى أدواءهم مثل خالد
شفاهم بحلم خالط الدين والتقى
................... ورأفة مهدي إلى الحق قاصد
فإن أمير المؤمنين حباكمُ
... ........... بمستبصرٍ في الدين زين المساجد
وإن ابن عبد الله قد عرفت له
..................مواطن لا تخزيه عند المشاهد
وأبلى أمير المؤمنين أمانة
................... وأبلاه صدقا في الأمور الشدائد
إذا ما أراد الناس منا ظلامة
...............أبى الضيم واستعصى على كل قائد
وكيف يروم الناس شيئا منعته
..................لها بين أنياب الليوث الحوارد
إذا ما لقيت القرن في حارة الوغى
....................تنفس من جياشة ذات عاند
وإن فتن الشيطان أهل ضلالة
................ لقوا منك حربا حميها غير بارد
إذا كان أمن كان قلبك مؤمنا
................. وإن كان خوف كنت أحكم ذائد
حميت ثغور المسلمين فلم تضع
............... ...وما زلت رأسا قائدا وابن قائد
تعد سرابيل الحديد مع القنا
............... وشعث النواصي كالضراء الطوارد
وإنك قد أعطيت نصرا على العدا
............... ولقيت صبرا واحتساب المجاهد
إذا جمع الأعداء أمر مكيدة
......................لغدر كفاك الله كيد المكايد
وإنا لنرجو أن ترافق عصبة
................... يكونون للفردوس أول وارد
تمكنت من حيي معد من الذرى
.................... وفي يمنٍ أعلى كريم الموالد
فروع وأصلٌ من بجيلة في الذرى
.............. إلى ابن نزارٍ كان ( عما ) ووالد
ومازلت تسمو للمكارم والعلا
.................. وتعمر عزا مستنير الموارد
إذا عد أيام المكارم فافتخر
..................بأبائك الشم الطوال السواعد
وكم لك من بانٍ رفيعٌ بناؤه
............... وفي آل صعبٍ من خطيب ووافد
يسرك أيام المحصب ذكرهم
.............. ويوم مقام الهدي ذات القلائد
بنيت المنار المستنير على الهدى
.............. فأصبحت نورا ضوءه غير خامد
بنيت بناء لم ير الناس مثله
................ يكاد يوازى سوره بالفراقد
وأعطيت ما أعيى القرون التي مضت
.................. فنحمد مولانا ولي المحامد

ـــــــــــــــــــــــــ (حرب بجيلة مع قبيلة سُليم ) ــــــــــــــــــــ

كانت هذه الحرب بين قبيلة أحمس من بجيلة مع قبيلة سليم ، حيث أغار عمرو بن الحصين الأحمسي عليهم وكان ذلك في الجاهلية ، فخرج بنو سليم في طلبه ، فالتقوا بمكان اسمه (الشقرة) وهو بالقرب من جبل سنام بالحجاز ، فحدث بينهما قتال شديد انتهى بانتصار أحمس ، وفي ذلك يقول الأزور البجلي :

لقد علمت بجيلة أن قومي
.................... بني سعد أولي حسب كريم
هم تركوا سراة بني سليم
..................... كأن رؤوسهم فلق الهشيم
بكل مهند وبكـل عضـب
..................... تركناهم بشقرة كالرميـم

ـــــــــــــــــــــــــــ ( قُرَى .. قَسْر ..!! ) ـــــــــــــــــــــــــ

وقسر .. هو مالك بن عبقر , كما مرّ . والقُرى : جمع قرية . وقد ورد اسم القرى مضافاً إلى قسر في شعر أكثر من شاعر منذ العصر الجاهلي , فقد قال " نابغة بني جعدة " في مقدمة غزلية لقصيدة من قصائدة مشبهاً ثغر محبوبته بالعسل الذي تجمعه النحل من جبال و قرى قسر, وتطرق لوصف النحل :

وكأَنما أَنيابُها اغتبقتْ
............ بعد الكَرَى من طيِّبِ الخمْرِ
شرِكاً بماءِ الذَّوبِ تجمعه
............. في طَوْدِ أَيْمَنَ من قُرى قَسْرِ
قُرْعُ الرءُوسِ لِصَوتِها جَرَسٌ
............... في النبْعِ والكَحْلاءِ والسِّدْرِ
ولِلَيْلِها جَلَبٌ إِذا عَتَمتْ
................ وتَبِيتُ عاذبةً كذِي النذْرِ
يعني بالطود جَبَلَ السَّراةِ , ويريد بأيمنَ :اليمنَ. قرى قَسْر من السَّراة .., وفي تسميتهم العسلَ ذَوْباً قولان : قيل سمي بذلك لأنه في أبيات الشَّهد أي حصلَ كما يقال ذابَ لي على فلانٍ مالٌ أي حصل وثبتَ . وقيل لا يسمى ذَوْباً إلا إذا زايلَ الشمَعَ وجَرَى , وكل مفارق لما هو فيه جارٍ
ذائبٌ، (( ابن دريد، في المثل )) سَقاهُ الذَّوْبَ بالشَّوْبِ " فالذوبُ ما تقدَّم والشَّوْبُ - ما خالطه من ماءٍ أو لبنٍ من قولك شُبْتُه شَوْباً إذا خلطته، والقصيدة أطول من ذلك وهي في ديوان الشاعر.

وشاعر آخر اسمه (عمرو بن سفيان بن حمار بن الحارث بن أوس البارقي). شاعر جاهلي من
شعراء الجودة المقلين وفارس من فرسان الجاهلية,له قصيدة , منها البيت المشهور ( وألقت عصاها ) وقد ذكر فيها ( قرى قسر ) :
وخبرها الورّاد أن ليس بينها
............... وبين قرى قَسرٍ ونجران كافرُ
فألقت عصاها واستقر بها النوى
................ كما قرّ عينا بالإياب المسافرُ

والكافر (هنا) بمعنى : الزارع , وإنما قيل للزارع كافر لأنه يكفر الحب في الأرض, أي يستره.

وشاعر آخر هو ( ذو الرمة ) : عندما وصف ( شَعَرَ ) محبوبته لم يجد له شبيهاً سوى!عناقيد
العنب البجلي , التي يهويها القسري أو الأزدي ؟! فقال :

وتدني على المتنينِ وحفاً كأنه
.................... عناقيدُ يهويها شنوءةُ أو قسرُ

ــــــــــــــــــــــــــــ ( بجيلة عند .. الشمس ؟! ) ــــــــــــــــــــــــ

وقال الفرزدق مادحاً بجيلة ( والقصيدة في ديوانه ) :

همُ أهل بيت المجد حيث ارتقت بهـم
................... بجيلة فـوق الناس من كل مرتـقِ
مصاليـت حقـانـون لـلـدم والـتـي
.................... يضـيـق بهـا ذرعـا يـد المـتـدفــــق
ومـن يك لـم يدرك بـحـيث تنـاول
.................. بجيـلة من أحسـابهـا حيث تـلتقـي
بجيـلة عند الشمـس أو هي فوقها
......................... وإذ هي كالشمس المضيقة يطرق

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5