العدل والمساواة
- العادات والتقاليد الثقافه والتراث
- 22/2/2017
- 3041
- منقول للفايده
أضغط على الصوره لتكبيرها
العدل والمساواة
يظنّ النّاس أحيانا أنّ العدل والمساواة هما شيء واحد، والحقيقة أنّ الفرق بينهما كبير، فقد يعاكسان بعضهما البعض في المعنى ويتعارضان، وقد يكملان بعضهما بحسب الظروف والأحوال، فما هو العدل ؟ وما هي المساواة ؟ وما الفرق بينهما ؟ وهنا في هذا المقال سنوضح الفروقات بينهما.
العدل ثم العدل
يعتبر العدل من القيم والأخلاقيات والمثل التي تعتبر مؤشراً على سير الحياة وفق ما أراد الله تعالى، فالعدل هو صفة لله تعالى واسم من أسمائه الحسنى فالله سبحانه عادل عدالة مطلقة في حكمه وقضائه، في قدره وأمره ومشيئته.
أمّا البشر فعدالته نسبية بلا شك يعتريها النقص ويشوبها الزلل وتظللها الأهواء والأمزجة، وتؤثر فيها الظروف والأحوال المتقلبة، وقد دعا الله سبحانه وتعالى عباده لأن يكونوا عادلين في تعاملاتهم مع بعضهم البعض، كما أمر الحكام بالعدل في الحكم على الناس، قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وفي الآية الأخرى قال تعالى :يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
العدل يعني إعطاء كل ذي حق حقه، وإنصاف المظلوم، ورد الحقوق، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، وعدالة الرأي في الأمور، والعدالة في الشهادة، وعدالة القضاة في الحكم بين المتخاصمين من دون أن يكون هناك ظلم لأحد منهم أو حيف أو ميل عن الحق.
المساواة
المساواة هي تأتي بمعنى إيجابي، حيث تعني التمتع بجميع الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية دون التمييز بسبب اللون أو الجنس أو العرق أو اللغة، مثال أن يساوي الإنسان في قسمته بين أزواجه فلا يعطي إحداهما حقاً أكثر من الأخرى.
الفرق بين العدل والمساواة
قد تترادف المساواة مع العدالة في بعض الحالات، ولكنها تختلف في حالات أخرى، مثال على ذلك أن يساوي المعلم بين طلابه في الدرجات بينما هم في الحقيقة مختلفون في القدرات، وكذلك ما تدعيه منظمات حقوق الإنسان من مطالبات لمساواة المرأة بالرجل في شتى مناحي الحياة، حيث إنّ المساواة هنا بلا شك قد تكون ظلماً للمرأة أو الرجل على حد سواء، فالمرأة تختلف عن الرجل في صفاتها الخَلقيّة وفي مجالات الحياة مثل العمل والإنفاق وغيرها.
إنّ المساواة لا تعني العدالة بلا شك، لأنّ المساواة في بعض المواقف والظروف قد تجافي العدالة وتحقق الظلم، والعكس صحيح فقد يكون التمييز بين الناس وعدم مساواتهم في أمر معين هو عين العدالة.