خديعة أسامة بن لادن !
- مفالات صحفيه (منقوله)
- 20/5/2011
- 1875
- شافي الوسعان - الوئام
خديعة أسامة بن لادن !
عندما سئل هتلر إذا كان من الواجب إبادة اليهود ، قال كلا ، لو زال اليهود لكان علينا أن نخترعهم ، من الواجب أن يكون لديك عدو ملموس لا عدو مفترض …
الولايات المتحدة الأمريكية كانت ستخسر الكثير لو أنها أعلنت نبأ اغتيال زعيم تنظيم القاعدة في بداية ما يعرف بالحرب على الإرهاب ،لأن القضاء على أسامة بن لادن يعني أن لا ( بعبع ) يمكن أن تهدد به أمريكا العالم ،و هو ما لا يتمناه الأمريكيون ، فبدون حجة لن يكون بإمكانهم التدخل في أي مكان في العالم ،وبدون خلق عدو مشترك لن يكون باستطاعتهم تكوين حلف قوي يساعدهم ، وكذلك دون خطر يهدد أمريكا لن يتمكنوا من إقناع الشعب بأن يسمح ببقاء الجنود الأمريكيين في الخارج ،فقضية الحرب على الإرهاب بدأت منذ أحداث ال 11 من سبتمبر ،وهو الحدث الذي شكك فيه الكثيرون حتى قيل بأنه خديعة كبرى ومسرحية كوميدية و تراجيدية في نفس الوقت بطلها الحكومة الأمريكية نفسها ،وأُلف في ذلك كتاب (الخديعة الكبرى ) ؛ دلل فيه الكاتب على أن 11 من سبتمبر خدعة أمريكية ومؤامرة استخباراتية تستهدف إعادة تشكيل العالم من جديد ،فطريقة تنفيذ العملية معقدة جداً لن يتمكن من التخطيط لها وتنفيذها بهذا الشكل سوى ال (CIA ) ،وكذلك فإن طريقة انهيار البرجين كانت أقوى من أن تصطدم طائرة بمبنى،والواقع أن المكاسب التي تحققت للولايات المتحدة الأمريكية بعد ال 11 من سبتمبر تجعل هذا الاحتمال وارداً جداَ .لكن ما الذي دفع تنظيم القاعدة لأن يتبنى هذا الفعل ،و يعترف بأنه المسئول عن هذا العمل ؟! …
يقول أحد المسئولين الأمريكيين ( نحن لا نصنع الحدث ، بل نوجهه ) ،و لذلك فمن الممكن أن يكون تنظيم القاعدة قد خطط بالفعل لهذا العمل،لكن الأكيد أن الاستخبارات الأمريكية هي التي قامت بتوجيه عملية التنفيذ لتكون على الطريقة التي يريدها الأمريكيون وبالقوة التي تُكسب أمريكا تعاطف العالم معها،كي تخلق مبررات و ذرائع تمكنها من إعادة تشكيل العالم من جديد وتسمح لها بالوصول إلى أي مكان تريد ، فالعالم بعد ال 11 من سبتمبر قد انقسم إلى شطرين ، شطر مع أمريكا وآخر ضدها، فهناك العديد من التحالفات التي أنشئت ، وهناك الكثير من الضغوطات التي مورست ، تحت المبدأ الأمريكي الشهير ( من ليس معنا فهو ضدنا )، وبسبب هذا المبدأ الذي هو أقرب إلى التهديد منه إلى أي شيء آخر ، بدأت الدول تتنافس لأن تتضامن مع أمريكا في حربها ضد القاعدة ،ساعدها في ذلك حماقات ارتكبها هذا التنظيم باستعداء العالم أجمع، حين بدأ الضرب في كل كان من العالم ، إلى الحد الذي استهدف فيه بلاداً إسلامية وهاجم حتى المدنيين ،ففقد بذلك شريحة ً كبيرة من المتعاطفين معه ، وبذلك استطاع الأمريكيون أن يحققوا أهدافهم بأقل التكاليف المادية والبشرية ،و جعلوا العالم يقاسمهم الغُرم دون أن يشاركهم الغُنم …
يقال إن العقيدة المتطرفة في كل الحركات لا تأتي إلا في مرحلة متأخرة على بدء الحركة ، وكم كانت ستكون أعداد المتعاطفين مع أسامة بن لادن لو أن نهايته قد سبقت الحادي عشر من سبتمبر، خصوصاً أن الرجل يمتلك كاريزما خاصة ،و قوة تأثير فائقة ،وهو الذي قد ترك رغد العيش إلى شظفه . عموماً لا أعتقد بأن الأمريكيين كانوا جادين في أن يتخلصوا من أسامة بن لادن ،فليس من المعقول أن يبقى الرجل مطارداً لخمسة عشر عاماً من قبل أقوى الاستخبارات في العالم دون أن يتم إلقاء القبض عليه أو حتى قتله ، والأرجح أنهم قتلوه قبل هذا الوقت بزمن طويل، يدعم هذا الفرض قول الأمريكيين أنهم دفنوه في البحر! ، لكن الأكيد أن أسامة بن لادن قد انتهى بالطريقة التي يريد ، كما أن أمريكا قد أعلنت توقيت مقتله في الوقت التي تريد ،و قد يكون ذلك مؤشراً على قرب الانسحاب من أفغانستان.
التعليقات على المقالة 1
ابو راشد21/5/2011