من نوادر الامام الشافعي رحمه الله
- القصص والروايات
- 9/6/2016
- 2673
الشافعي رحمه الله اشترى كتبًا باهظة الثمن في فن الفراسة، وكان مما فيها تقسيم صفات الناس، فلقي رجلًا، كانت الكتب تقول في صفاته أنه من الخبثاء، فقابل الرجل: الإمام الشافعي أحسن مقابلة، حتى كاد الشافعي يرمي كتب الفراسة بعد كل ما دفعه فيها، ثم أترك لكم القصة: قال محمَّد بن إدريس الشَّافعي: "خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفِرَاسَة، حتى كتبتها وجمعتها، ثمَّ لما حان انصرافي، مررت على رجل في طريقي؛ وهو مُحْتَبٍ بفناء داره، أزرق العينين، ناتئ الجبهة، سِنَاط، فقلت له: هل من منزل؟ فقال: نعم، قال الشَّافعي: وهذا النَّعت أخبث ما يكون في الفِرَاسَة. فأنزلني، فرأيت أَكْرَم رجل، بَعَث إليَّ بعشاء وطِيب، وعلفٍ لدابَّتي، وفِرَاش ولِحَاف، فجعلت أتقلَّب اللَّيل، أجمع ما أصنع بهذه الكتب، إذ رأيت هذا النَّعت في هذا الرَّجل، فرأيت أكرم رجل، فقلت: أرمي بهذه الكتب.
فلمَّا أصبحت، قلت للغلام: أَسْرِج، فأَسْرَج، فركبت ومررت عليه، وقلت له: إذا قدمت مكة، ومررت بذي طوى، فسل عن منزل محمَّد بن إدريس الشَّافعي، فقال لي الرَّجل: أمولى لأبيك أنا؟! قلت: لا. قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟! فقلت: لا. فقال: أين ما تكلَّفت لك البارحة؟ قلت: وما هو؟ قال: اشتريت لك طعامًا بدرهمين، وإدامًا بكذا، وعِطْرًا بثلاثة دراهم، وعَلَفًا لدابَّتك بدرهمين، وكِرَاء الفِراش، واللِّحاف درهمان. قال: قلت: يا غلام أعطه، فهل بقي من شيء؟ قال: كِرَاء المنزل؛ فإنِّي وسَّعت عليك، وضيَّقت على نفسي. قال الشَّافعي: فغَبِطت نفسي بتلك الكتب، فقلت له بعد ذلك: هل بقي من شيء؟ قال: امض، أخزاك الله، فما رأيت قطُّ شرًّا منك". - آداب الشافعي ومناقبه؛ لأبي حاتم الرَّازي: 96-97.
رابط المادة: http://iswy.co/e14dgo