إعلام الهيئة.. والدخول في المنطقة المحرمة

إعلام الهيئة.. والدخول في المنطقة المحرمة

 

إعلام الهيئة.. والدخول في المنطقة المحرمة

من سمات المجتمعات الناضجة أن تطرح قضاياها على الملأ, وتناقشها بحُرية ونزاهة, وفي حدود الأعراف والتقاليد المجتمعية الراسخة, التي إن احتفت بشيء زانته وأعلت من قيمته, ومتى فقدت من حوار شانته وخفضت من قيمته وقيمة محاوريه.

ونحن بحاجة بين الحين والآخر إلى كسر حاجز الصمت, والدخول في المنطقة التي يظنها البعض محرمة, أو ممنوعة, والتي إن كانت كذلك قبل سنوات خلت, لاعتبارات متعددة؛ فإنها الآن لم تعد كذلك, بفعل الثورة التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي, والتي ما تركت حاجزاً إلا اقتحمته, ولا مجالاً إلا تناولته.

ومن أكثر الموضوعات إثارة في مجتمعنا؛ ما يتعلق بدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إذ تناوشتها ثلاثة اتجاهات.

الاتجاه الأول, يتمثل في المبغضين, الحاقدين, الذين يتمنون لو أصبحوا وإذا بها ألقيت هي ومنسوبوها في البحر.. وخصومتهم خصومة مع الفكر والتوجه والدور, وليس مجرد اختلاف في رؤيتهم لممارساتها وممارسة بعض أفرادها المتحمسين.

الاتجاه الثاني, على النقيض من الأول؛ فهو لا يرى في الهيئة ورجالها إلا رجالاً يقتربون بشدة من درجة الأنبياء والصديقين, ومن ثم يبرر لهم كل خطأ, ويغفر لهم كل تصرف سلبي, ويطوّع كل واقعة لتبدو الهيئة في أجمل صورة وأبهى حلة.

الاتجاه الثالث, هو مَن يقدّر دور الهيئة بالعموم, ويرى آثارها الإيجابية في المجتمع السعودي, ويقف بكل قوة في دعم الهيئة وفكرها وتوجهها؛ ولكن, ومع ذلك ينتقد تصرفات بعض منسوبيها, وممارساتها؛ أي أنه يفرّق بين الهيئة كفكر, وبين الهيئة كمنسوبين وممارسات عملية؛ فهو يدعم الفكر, وينتقد سلبيات الممارسة.

وإزاء هذه القسمة, وتزايد بعض أفراد الشريحة الأولى؛ خاصة من فئة الشباب, نقول: إن الهيئة في حاجة ملحّة إلى جهاز إعلامي قوي, وليس مجرد هيئة إعلامية, يمتص الأخطاء والممارسات السلبية, ويشرح موقف الهيئة -كهيئة- من ممارسات بعض منسوبيها المتجاوزين, ويبرز الجانب الجمالي الحسن في الهيئة.

وكم أجاد الشيخ الدكتور عبدالرحمن السند الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حينما أعلن أن الهيئة لا تعمل على معاقبة وتعذيب الناس؛ كاشفاً عن انتهاء 230 ألف قضية بالستر بنسبة 96% من القضايا التي باشرتها في المناطق؛ وذلك خلال مشاركته في ندوة الأمن الشامل بالرياض يوم الأربعاء الماضي.

إن الجهاز الإعلامي للهيئة وقوته, وحسن التواصل مع وسائل الإعلام, والرد على الانتقادات وفك الالتباسات؛ لا يقل أهمية بأي حال عن الممارسة الميدانية والتوعية التي تقوم بها الهيئة, وهو من واجبات الوقت بالنسبة للهيئة, لدعم رصيدها المعنوي لدى المجتمع, وهو أمر بالغ الأهمية.

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5