ذكر منازل إياد وإنمار (أبو بجيلة)
- بني مالك نسب تاريخ ثقافه تراث
- 15/2/2016
- 2217
- منقول للفائده
قال أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي
أ- ذكر منازل إياد وإنمار (أبو بجيلة):
قال أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن معاوية بن عميرة بن مخوس الكندي إنه سمع عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ورواه أبو زيد عمر بن شعبه قال: حدثني غياث بن إبراهيم عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس وسأله رجل عن ولد نزار بن معد: قال هم أربعة: مضر، وربيعة، وإياد وأنمار، وكان يكنى بابنه ربيعة ومنازلهم مكة وأرض العرب يومئذ خاوية ليس بنجدها وتهامتها وحجازها وعروضها كبير أحد لإخراب بختنصر إياها وإجلاء أهلها إلا من اعتصم برؤوس الجبال ولاذ بالمواضع الممتنعة متنكباً لمسالك جنوده ومستن خيوله. ثم قال فاقتسم ولد معد بن عدنان هذه الأرض على سبعة أقسام فكان لأنمار أبو بجيلة وخثعم وإياد ما بين حد أرض مضر إلى حد نجران وما والاها وما صاقبها من البلاد فنزلوا ما أصابوا لمساكنهم ومسارح أنعامهم.
ب – انتقال بجيلة إلى جبال السروات:
قال: وكان جابر بن جشم بن معد، ومضر، وربيعة، وأياد وأنمار بنو نزار بن معد بن عدنان بمنازلهم من تهامة وما يليها من ظواهر نجد فأقاموا بها ما شاء الله أن يقيموا ثم أجلت بجيلة وخثعم أبناء أنمار بن نزار من منازلهم وغور تهامة وحلت بنو مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بلادهم. ثم أن أنمار بن نزار فقأ عين أخيه مضر بن نزار ثم هرب فصار حيث تعلم، أي انتسب في اليمن (أنظر: كتاب نسب قريش لأبي أنمار إلى جبال السروات فنزلوها وسكنوا فيها فنزلت قسر بن عبقر بن أنمار حقال حلية (الحقال جمع حقله وهو موضع الزرع) وقيل جبال وأسالم وما صاقبها من البلاد.
جـ - حرب بجيلة مع خثعم وبنو ثابر:
وكان أهلها يومئذ حي من العاربة الأولى يقال لهم بنو ثابر، فغلبوهم على السراة ونفوهم عنها ثم قاتلوا بعد ذلك خثعم أيضاً فنفوهم عن بلادهم .
د – منازل قسر بن عبقر في السروات بعد تهامة:
قال فصارت السراة لبجيلة إلى أعالي تربة التي سكنها قسر بن عبقر وهو واد يأخذ من السراة ويفرغ في مجران (يعرف اليوم بوادي عردات، أنظر كتاب الزمخشري الجبال والأمكنة، ص 170 وكذلك معجم البلدان لياقوت الحموي حرف العين).
هـ - حرب أحمس بن الغوث وزيد الغوث:
قال: فكانت دارهم جامعة وأيديهم واحدة حتى وقعت حرب بين أحمس بن الغوث بن أنمار وزيد الغوث بن أنمار فقتلت زيد أحمس حتى لم يبق منهم إلا أربعون غلاماً فاحتملهم عوف بن أسلم بن أحمس حتى أتى بني الحارث بن كعب فنزلوا بهم وجاوروهم وعوف يومئذ شيخ فلم يزالوا في ديار بني الحارث حتى تلاحقوا وقووا فأغاروا ببني الحارث على بني زيد بن الغوث حتى كادوا يفنوهم.
و – حرب الحداة:
فلم تزل قسر في دارها مقيمة في محالها يغزون من يليهم ويدفعون عن بلادهم مجتمعة كلمتهم على عدوهم حتى مرت بهم حدأة فقال رجال من عرينه بن نذير بن قسر بن عبقر أنا لهذه الحدأة جار فعرفت بالعرنى ونسب إليها فلبثت حيناً ثم أنها وجدت ميتة وفيها سهم رجل من بني أفصي بننذير بن قسر فطلبت عرينة صاحب السهم فقتلوه ثم إن أفصي جمعت لعرينه فالتقوا فظهرت عليهم عرينة فقتلوهم إلا بقية منهم.
وحدثت قومي أحدث الدهر بينهم
وعهدهم بالنائبات قريب
فإن يك حقاً ما أتاني فإنهم
كرام إذا ما النائبات تنوب
فقيرهم مدني الغنى وغنيهم
له ورق للمتفين رطيب
ونبئت قومي يفرحون بهلكهم
سيأتيهم مالمنديات نصيب
ز – إخراج عرينة من بجيلة:
فلم يزالوا قليلاً حتى ظهر الإسلام واجتمعت قبائل قسر فأخرجوا عرينه عن ديارهم ونفوهم عنها، فقال عوف بن مالك بن ذيبان وبلغه أمرهم:
فتفرقت بطون بجيلة بسبب الحروب التي كانت بيتهم فصاروا متقطعين في قبائل العرب مجاورين لهم في بلادهم.
لقد قسمونا قسمتين فبعضنا
بجيلة والأخرى لبكر بن وائل
فقدمت غمالاً هناك ولا هنا
كمامات سقط بين أيدي القوابل
ك – تفرق بجيلة في بعض القبائل:
فلحق عُظم عرينة بن قسر ببني جعفر بن كلاب بن ربيعة وعمرو بن كلاب بن ربيع بن عامر بن صعصعة، ولحقت قبيلتان من عرينة غانم ومنقذ أبناء مالك من هوازن بن عرينة بكلب بن وبرة وانضمت موهبة بن الربعة بن هوازن بن عرينة إلى بني سليم بن منصور ودخلت أبيات من عرين في بني سعد بن زيد مناة بن تميم وصارت بطون سمحة بن سعد بن عبد الله بن قداد ابن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار، ونصيب بن عبد الله بن قداد في بني عامر بن صعصعة، وكانت بنو أبي مالك بن سمحة وبنو سعد بن سمحة بن سعد بن عبد الله بن قداد في بني الوحيد بن كلاب وعمرو بن كلاب وكان بنو أبي أسامة بن سحمة في بني أبي عمروا بن كلاب ومعاوية الضباب وكانت عادية بن عامر بن قدادة بن صعصعة وكانت بنو جشم بن عامر بن قداد في بني عامر بن صعصة وكانت ذبيان وقطيعة أبناء عمرو بن معاوية بن زيد الغوث بن أنمار في بن عامر بن صعصعة، وكانت بنو فتيان بن ثعلبة بن معاوية بن زيد الغوث بن أنمار في بني الحارث بن كعب ولحقت جشم بن عامر بن قداد ببني الحارث بن كعب أيضاً وكان قيس كبة – وكبة فرس – بن الغوث بن أنمار في بني جعفر بن كلب وصارت بنو عقيدة وبنو منبه بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار في بني سدوس بن شيبان بن ثعلبة بالبحرين، وأبيات من العتك بن الربعة بن مالك ابن سعد بن مناة بن نذير بن قسر وبعمان منهم أناس وعظمهم بنجران مجاورين لبني الحارث بن كعب، وفي البادية فيما بين اليمامة والبحرين بطن من بني سمحة يقال لهم الجلاعم رهط قيس القتال الشاعر .
ولــحــقــت طـــائــفـــة مــن بـــــنـي مــــلــحـــم بــن الــحـــارث بـن ثــعــلــبـة بـن ســــمــــحــة بـــبـنـي مـحلـم بــن ذهل بـن شـيـبان وأقــامت طائـفـة مـنهم فــي بـجـيلـة فـــقــال رجـل مــنـهـم:
وقال البجلي لقومه حين تفرقوا في العرب:
لقد فرقتم كل أوب ** كتفريق الإله بني معد
وكنتم حول مروان( ) حلولاً ** أكارس أهل مأثرة ومجد
ففرق بينكم يوم عبوس ** من الأيام نحس غير سعد
فكانت قبائل بجيلة في قبائل بني عامر بن صعصعة وكانوا معهم يوم جبلة فتزعم بجيلة أن مغزا العرني – وهو عرينة بن نذير بن قسر بن عبقر وهو بجيلة بن أنمار – قتل لقيط بن زرارة وقال شاعرهم:
ومنا الذي أردى لقيطاً برمحه ** غدة الصفا وهو الكمي المقنع
بجياشة كبت لقيطاً لوجهه ** وأقبل منها عاند يتدفع
ل – المنافرة بين بجيلة وكلب بن وبرة:
قال أبو محمد الأعرابي في كتابه فرحة الأديب أملي علينا أبو الندى قال: كان سبب المنافرة بين جرير بن عبد الله البجلي وبين خالد بن أرطاة الكلبي أن كلباً أصابت في الجاهلية رجلاً من بجيلة يقال له مالك بن عتبة من بني عادية بن عامر بن قدادة فوافوا به عكاظ فمر العادي بابن عم له يقال له القاسم بن عقيل بن أبي عمرو بن كعب بن عريج بن الحويرث بن عبد الله بن مالك بن هلال بن عادية بن عامر بن قداد يأكل تمراً فتناول من ذلك التمر شيئاً ليتحرم به فجذبه الكلبي فقال له: القاسم إنه رجل من عشيرتي فقال له: لو كانت له عشيرة منعته فانطلق القاسم إلى بني عمه بني زيد بن الغوث فاستتبعهم فقالوا: نحن منقطعون في العرب وليست لنا جماعة نقوى بها. فانطلق إلى أحمس فاستتبعهم، فقالوا: كلما طارت وبرة من بني زيد في أيد العرب أردنا أن نتبعها فانطلق عند ذلك إلى جرير بن عبد الله فكلمه، فكان القاسم يقول: إن أول يوم رأيت في الثياب المصبغة والقباب الحمر اليوم الذي جئت فيه جريراً في قسر (مالك) وكان سيد بني مالك بن سعد بن زيد بن قسر وهم بنو أبيه فدعاهم في انتزاع العادي من كلب، فتبعوه فخرج يمشي بهم حتى هجم على منازل كلب بعكاظ، فانتزع منهم مالك بن عتبة العادي، وقامت كلب دونه جرير زعمتم أن قومه لا يمنعونه، فقالت كلباً إن جماعتنا خلوف، فقال جرير: لو كانوا لم يدفعوا عنكم شيئاً فقالوا: كأنك تستطيل على قضاعة؟ إن شئت قايسناكم المجد، وزعيم قضاعة يومئذ خالد بن أرطأة بن خشين بن شبث الكلبي قال: ميعادنا من قابل سوق عكاظ، فجمعت كلب وجمعت قسر ووافوا عكاظ من قابل وصاحب أمر كلب الذي أقبل بهم في المقبل خالد بن أرطاة فحكموا الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن عبد شمس في أشراف من قريش وكان في الرهن من قسر الأحدم بن عوف بن عويف بن مالك بن ذبيان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر،ومن أحمس حازم بن أبي حازم وصخر بن العبلة ومن بني زيد من الغوث بن أنمار رجل، ثم قال خالد بن أرطاة فقال لجرير: ما تجعل؟ قال: ألف ناقة حمراء في ألف ناقة حمراء، فقال جرير: ألف قينة عذراء في ألف قينة عذراء وإن شئت فألف أوقية صفراء لألف أوقية صفراء قال: من لي بالوفاء؟ قال كفيلك اللات والعزى وأساف ونائلة، وشمس ويعوق وذو الخلصة ونسر، فمن عليك بالوفاء؟ قال: ود مناة وفلس ورضا. قال جرير: لك بالوفاء سبعون غلاماً معمماً مخولاً يوضعون على أيدي الأكفاء من أهل الله، فوضعوا الرهن من بجيلة ومن كلب على أيدي من سمينا من قريش وحكموا الأقلاع بن حابس وكان عالم العرب في زمانه فقال الأقرع: ما عندك يا خالد؟ قال: ننزل البراح ونطعن في الرماح ونحن فتيان الصباح، فقال الأقرع: ما عندك يا جرير؟ فقال: نحن أهل الذهب الأصفر، والأحمر المعصفر، نخيف ولا نخاف ونطعم ولا نستطعم، ونحر حي لقاح نطعم ما هبت الرياح نطعم ما هبت الرياح نطعم الشهر، ونطعم الدهر، ونحن الملوك قسر فقال الأقرع: واللات والعزى لو فاخرت قيصر ملك الروم وكسرى عظيم فارس والنعمان ملك العرب لنفرتك عليهم، وأقبل نعيم بن حجبة النمري – وقد كان قسر ولدته – بفرس إلى جرير.
وقال عمر بن الخثارم أحد أبناء جشم بن عامر بن قداد:
يا أقرع ابن حابس يا أقرع **إني أخاك فأنظرن ما تصنع
أنك أن يصرع أخوك تصرع ** إني أنا الداعي نزاراً فأسمع
لي باذخ من عزة مفزع ** به يضر قادر وينفع
وأدفع الضيم غداً وأمنع ** عزّ الد شامخ لا يقمع
يتبعه الناس ولا يستتبع **هل هو إلا ذنب أكرع؟
ورمع موتشب مجمع ** وحسب وغل وأنف أجدع
م – عبادتهم قبل الإسلام:
كانوا يعظمون ذي الخلصة وكان مروة بيضاء منقوشة , عليها كهيئة التاج وكانت بتبالة وكانوا يعظمونها بجيلة وخثعم ودوس وباهله ويهدى لها.
ولقد كانت بجيلة تقدم على الحرم كأي قبيلة أخرى من قبائل العرب و كان لكل قبيلة تلبية خاصة بهم قبل ظهور الإسلام وذلك عند طوافهم بالبيت وكانت تلبية بجيلة كالآتي:
لبيك عن بجيلة
الفخمة الرجيلة
ونعمت القبيلة
جاءتك بالوسيلة