هل تدرون من نحن !
- العادات والتقاليد الثقافه والتراث
- 16/9/2015
- 2414
- منقول بالتصرف مما اعجبني
هل تدرون من نحن !
نحن جيل المشي إلي المدرسة ذهابا وإيابا مشيا على الاقدام و ( في عز القايلة ) طوال التسعة أشهر (( السنة الدراسية كامله )) حاملا حقيبته على راسه.
جيل اختبار المنهج كامل من الجلده الي الجلده .. لا ... ملازم ولا مدرس خصوصي ولا خيارات.
جيل " اكتب القطعة من ( 10 الى 15 ) مره ولا اسمع صوت .
وحل المسائل علي السبورة امام الطلبة ..
جيل المجلات الحائطية والنشاط الإذاعي والمسرحي والرياضي والمسابقات الثقافية ونردد
صباح الخير مدرستي ** صباح الخير والنوري
اليك اشتقت من امسي ** فزاد اليوم ... تبكيري
نحن جيل لم ينهار نفسياً من عصا المعلم .. ولم يتأزم عاطفياً من ظروف العائلة .. ولم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا .. ولم نبكي خلف المربيات عند السفر ..
نحن جيل لم ندخل مدارسنا بهواتفنا النقالة .. ولم نشكو من كثافة المناهج الدراسية .. ولا حجم الحقائب المدرسية .. ولا كثرة الواجبات المنزلية.
نحن جيل كنا نذاكر من المغرب الى العشاء على نور الفانوس والقازه وهي ادوات كانت مصدر إضاءة كنا نفتخر بها في ذلك الزمن الجميل .
نحن جيل كنا ننام على مساطح من طفي ( سعف النخل ) او جاعد مصنوع من جلد الماشيه وكنا ننهض ونحن نشطاء وبسطاء ونبحث عن قطعه خبز من قرص اعدته ربة المنزل على صاج وفحم.
لم يكن لنا غرف نوم خاصه وفي جنباتها صور ميكي وماوس.
نحن جيل اكلنا جميع النواع الحبوب من شعير ومشعوره وحنطه وحبش وسيال ومجدول وبسيسه وذره بيضاء وذره صفراء وكانت جميعها من المزارع وكان الري عن طريق السواني والغروب .
جيل لم يعرف مطاعم كنتاكي وماكدونالدز ولا شاورما صاروخ ولا عرفنا توصيل الطلبات الى المنزل .
نحن جيل كانت اغلب الحقائب المدرسيه مصممه من القماش وتم تصميمها في المنزل ولا عيب في ذلك خرجت هذه الحقائب رجال عرفوا قيمة الحياة .
نحن جيل لم يستذكر لنا أولياء أمورنا دروسنا .. ولم يكتبوا لنا واجباتنا المدرسية .. وكنا ننجح بلا دروس تقوية .. وبلا وعود دافعة للتفوق والنجاح .
نحن جيل لم نرقص على أغاني السخف .. وكنا نٌقبل المصحف عند فتحه وعند غلقه .
نحن جيل كنا نلاحق بعضنا في الطرقات القديمة بأمان .. ولم نخشى مفاجآت الطريق .. ولم يعترض طريقنا لص ولا مجرم ولا خائن وطن .
نحن جيل كنا ننام عند انطفاء الكهرباء في فناء المنازل .. ونتحدث كثيراً .. ونتسامر كثيراً .. ونضحك كثيراً .. وننظر إلى السماء بفرح .. ونعد النجوم حتى نغفو ..
نحن جيل كنا نحرك كفوفنا للطائرة بفرح .. وعندما نشاهد السيارات في الاسواق الاسبوعيه ... ونٌحيي الشرطي بهيبة .ونخاف من المدرس حتى خارج المدرسه ..
نحن جيل تربينا على المحبة والتسامح والصفح .. نبيت وننسى زلات وهفوات بعض واليوم الثاني نتصافح وكان شي لم يكن .
نحن جيل كان للوالدين في داخلنا هيبة .. وللمعلم هيبة .. وللعشرة هيبة .. وكنا نحترم سابع جار .. ونتقاسم مع الصديق المصروف والأسرار واللقمة .
إهداء لمن عاش تلك اللحظات الجميلة