قلب العاصفة
- القسم العام
- 23/4/2015
- 1405
- منقول للكاتب علي سعد الموسى
قلب العاصفة
على قناة فوكس نيوز ما قبل البارحة، يقول خبير تدريب الطيران الأميركي بيل ستيوارت في تحليل طويل لعاصفة الحزم ما يمكن ترجمته: "عملت لعقدين من الزمن وحتى عام 2013 في تدريب آلاف الطيارين من دول حليفة، كانوا يأتون إلى قواعدنا الكبرى في سان أنطونيو وأريزونا، ولكنني لم أواجه ألمع وأذكى وأكثر جرأة ومغامرة من الطيارين السعوديين الذين كان التدريب والمناورة معهم متعة استعراض مخيفة". يواصل في حديث أخاذ تشعر معه بالفخر وروعة الانتماء لأبناء هذا الوطن: "معلوماتي الخاصة أن عاصفة الحزم انطلقت في بضع دقائق من مدرجين فقط بما يقرب من 114 طائرة ما بين هجومية واستطلاع ومسح جوي ورادار وطائرات تزويد بالوقود.
وهذا يعني في علم الطيران أن المدرج الواحد يتحول إلى لعبة تلفزيونية، أو شيء يشبه طلقات الكلاشنكوف، حيث تصل المسافة ما بين إقلاع الطائرات إلى مغامرة مخيفة. ومع هذا العرض الاستثنائي عادت كل الطائرات المقاتلة إلى القاعدتين بعد أقل من 50 دقيقة، ومن بعدها عادت كل طائرات الإسناد الجوي إلى ثكناتها، وانتهت الضربة الأولى الحاسمة في ساعة و25 دقيقة". يواصل بيل ستيوارت: "لدى السعودية اليوم ما لا يقل عن 300 طائرة قتالية ما بين الدفاع والهجوم والإسناد الجوي، وهذا رقم استثنائي لا تملكه دولة أخرى خارج حلف الأطلسي، ولديهم أيضا ما يزيد على 1800 طيار محترف، تم تدريبهم بكفاءة عالية جدا في مختلف قواعد الجو والطيران العالمية".
وعندما سأله المذيع لماذا كل هذا الاحتفاء؟ ولماذا ترى أن الطيار السعودي وصل إلى هذه المرحلة من التفوق والكفاءة؟ أجاب: "عملت في السعودية لعام ونصف العام، واكتشفت أن السعوديين ينظرون للطيران كأعلى الألقاب والمهن التي تفوق الطب والهندسة. لديهم كليّة واحدة فقط لعلوم الطيران الجوي الحربي تستقبل في العام الواحد 30 ألف طلب للانضمام، ولكنها تقبل فقط صفوة أذكيائها، وتختزل هذا الرقم إلى 200 طالب فقط، وبالتالي فهذه الكلية الوحيدة تنتج وتحوي صفوة الأذكياء وأغلى ما في هذا البلد". يواصل أخيرا: "أنا أعرف جيدا عطش الطيارين السعوديين إلى الاشتباكات الجوية وحروب الجو ما بين الطائرات، وهذا ما لم يجدوه في عاصفة الحزم، ومع هذا سيظل الطيار السعودي، وخلال كل مسيرتي مع الطيران ومن ثم مع التدريب، واحدا من أكثر الطيارين كفاءة وجرأة ومغامرة". يواصل: "لقد تعلم السعوديون من حروب منطقتهم الطويلة أن الحرب الجوية هي الأساس والفاصل في حسم أي معركة، وهذا ما كان في عاصفة الحزم".....