إن لم تساعدوهم فلا تحتقروهم
- القصص والروايات
- 13/1/2015
- 1877
- منقول للفائده
كان المطر يهطل بشدة في ليلة من ليالي الشتاء القارص ! ...... يمضي الناس مسرعين، وكان بعضهم ممسكا بمظله تقيه المطر، بينما يجري آخرون محتميا بسترته من شدة المطر .
في هكذا جو ، كان يقف رجلا كالتمثال تحت المطر المتساقط بشدة ! يرتدي ملابس رثة؛ تشقق بعضها، لا يتحرك! شارد الذهن ، وقد سالت من عينية دموعا ساكنة.
التفت إليه أحد الماره يسأله بتعال : " الا تملك ملابس افضل ؟ " واضعا يده في محفظة النقود وبعينيه نظرة استعلاء قائلا : هل تريد شيئا ؟
فرد بكل هدوء : أريد أن تغرب عن وجهي!
فما كان من السائل الا ان ذهب ومتمتما:
- تبا لهذا المجنون !
ظل الرجل ثابتا واقفا إلى أن توقف المطر !
ثم تحرك بعدها الى باب الفندق في الجوار !! فأتاه موظف الاستقبال مسرعا وقال: - يمنع التسول هنا! لايمكنك الجلوس رجاء !
فنظر الرجل إليه شزرا، وأخرج من سترته مفتاح عليه رقم b 1 رقم 1 (هو أكبر وافضل جناح في الفندق ) ثم اكمل سيره نحو السلم والتفت الى موظف الاستقبال قائلا : " سأخرج بعد نصف ساعة.. فهلا جهزت لي سيارتي ال رولز رايس ؟"
فغر موظف الاستقبال فاه، متسائلا من الذي أمامي؟ فحتى جامعي القمامة يرتدون ملابس أفضل منه !!
- مضى الرجل إلى جناحه وخرج بعد نصف ساعة مرتديا بدلة فاخرة! و لايزال موظف الاستقبال في حيرة من أمره !
اتجه الرجل نحو سيارته الرولز رايس ! ونادى الموظف:
- كم مرتبك ؟
الموظف: 3000 دولار سيدي!
الرجل : هل يكفيك ؟
الموظف : ليس تماما سيدي
الرجل : هل تريد زيادة ؟
الموظف : من لا يريد سيدي!
الرجل : أليس التسول ممنوع هنا ؟
الموظف باحراج : بلى.
الرجل : تباً لكم .. ترتبون الناس حسب أموالهم!
فسبحان من بدل سلوكك معي في دقائق ...وأردف قائلا : في كل شتاء أحاول أن أجرب شعور المشردين من الناس ؛ أخرج بلباس تحت المطر، كي أحس بمعاناتهم !
أما أنتم : من لايملك مالا ليس له احترام ..
- وأردف : إن لم تساعدوهم ؛ فلا تحتقروهم ؛ فهبوهم ... كلمة طيبة.