"تويتر" يكشف ما تغطيه "المشالح"..!
- مفالات صحفيه (منقوله)
- 10/11/2014
- 1645
- مبارك آل عاتي -صحيفة سبق
منذ أن حط العصفور الأزرق (تويتر) رحاله في شاشات أجهزة الجوال تغيرت معه كثيرٌ من أفكارنا، وتعدل سلوكنا في العديد من المواقف والآراء؛ إذ إن طبيعة "تويتر"، وسرعته في نقل الكلمة، والحرية التي يمنحها ويتيحها، جعلت خطابه مسموعاً في المجتمع؛ وأصبح مؤثراً وقوياً وفاعلاً في توجيه وصناعة الرأي العام، وأصبح ميداناً تنقل منه وسائل الإعلام مواقف وآراء النخب السياسية والدينية والفكرية والإعلامية وجمهور واسع من مختلف شرائح المجتمع.. نعم، أحدث "تويتر" الكثير من التأثير في المشهد المحلي السعودي، وهو وإن أحدث التقارب والتواصل بين مختلف فئات ونسيج ومذاهب المجتمع إلا أنه أيضاً عرَّى وكشف كثيراً من الرموز الذين كنا نعدهم من العقلاء، والذين يُشار إلى مكانتهم بالتقدير، لدرجة أن تغريدات بعضهم وردودهم صارت محط تندر، تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي.. لقد كشف "تويتر"
أن الحراك الثقافي والفكري السعودي يسير فاقداً بوصلة التحفيز وتوحيد المجتمع، وبلا محاسب؛ فكل جهة حكومية تنتظر الجهة الأخرى أن تتدخل نيابة عنها. ولعل الأصعب في الموضوع أن يتحول "تويتر" إلى ميدان للملاسنة بين "شيخ" و"شيخ"، أو لاعب ولاعب، أو ممثل وكاتب.. الذين يعتبرهم المجتمع من الرموز الناجحة، التي كلمتها مسموعة في الآفاق. لقد أثبت "تويتر" أن المشالح والفلاشات كانت تجمّل كثيراً من الأشخاص، وتلمعهم دون أن تكشف المستور من أفكارهم وأسلوب تعاملهم، وأتى تويتر ليقدمهم على حقيقتهم. كشف "تويتر" مدى ولع بعض الرموز بحب البروز الإعلامي في كل ميدان، ولو لم يكن متخصصاً فيه.
لذا أعتقد أنه بات لازماً محاسبة ومعاقبة الرموز المنتمين لأي مؤسسة دينية أو رياضية أو فكرية أو إعلامية أو أي مؤسسة مهمة في المجتمع؛ حتى لا تمس مكانتها، ولا تفقد مصداقيتها بسبب انتماء هذا المغرد أو ذاك إليها. نعم، بات المجتمع بحاجة لمن يضبط إيقاعه وتوجهه الفكري بإيقاف كل رمز أساء لنفسه وللجهة التي ينتمي إليها.