العيال كبرت .. العيال هربت .. العيال فشلت!
- مفالات صحفيه (منقوله)
- 2/5/2011
- 1581
- عبد الله باجبير- اقتصاديه
منذ ظهرت مسرحية "مدرسة المشاغبين" في أواخر القرن الماضي حتى تتالت الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية التي تتحدث عن جيل جديد أو أجيال جديدة من الطلبة أو التلاميذ، الذين أزالوا الحاجز الاجتماعي والأدبي والأخلاقي بينهم وبين مدرسيهم، بل وبين آبائهم .. تلاميذ أو طلبة يظنون أن الشطارة والجدعنة في إهمال مدارسهم ودروسهم ومذاكرتهم والتفرغ للعب أو العبث بكل أشكاله .. فتراجع دور البيت والمدرسة في التنشئة والتربية والتعليم.
يقوم المركز الوطني للقياس والتقويم بخطوة مهمة وخطيرة حول نتائج هذه الظاهرة المخيفة .. خطوة بحث علمي توضح في دراسة أكاديمية محترمة أن 85 في المائة من أصحاب القدرات العالية من الطلبة ليسوا سعوديين .. وأن 1 في المائة فقط هم من يحققون أعلى النسب.
تأتي هذه الدراسة على خلفية اللقاء المفتوح الذي أجراه رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي في مقر المركز "بالرياض"، والذي كان تحت عنوان "القياس والمجتمع"، وهو من الأبحاث الميدانية التي نحتاج إليها بشدة للربط بين الواقع والبحث الأكاديمي.
وأوضح الأمير الدكتور "فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود" رئيس المركز، أن المركز يسعى لمعالجة الأخطاء التي وقع فيها التعليم العالي في المملكة، والتي تعود أساساً إلى ضعف المستوى المهني للمعلمين، مبيناً أن السبيل الوحيد لتلافي هذه الأخطاء يكمن في ضبط القبول في الكليات التربوية والعمل على الارتقاء بالمعايير الأكاديمية والمهنية في تلك الكليات. ثم غياب دور الأسرة السعودية في دعم الأبناء بالتوعية وأهمية تطوير الذات .. وأضيف من عندي "التسيب" الحادث للأبناء، بحيث تظن الأسرة أنها تفعل الصحيح عندما تعطي أبناءها الحرية في اللعب والهروب من المدرسة وعدم القيام بإنجاز الواجب المدرسي.
شيء غريب أن أصحاب القدرات العالية ليسوا سعوديين رغم أن كافة الطلبة والطالبات السعوديين وغير السعوديين يخضعون لنفس الفرص والظروف، وربما يتميز الطلبة والطالبات السعوديون بارتفاع مستوى المعيشة الذي من المفروض أن يساعد على التفوق والتقدم والتطوير.
إن نتائج الدراسة تدعو للخجل .. بل إنها ببساطة نتائج كارثية، وحسنا فعل المركز الوطني للقياس ووزارة التربية والتعليم عندما قررا أن يقوم تعاون وثيق بين المركز والوزارة .. إنها خطوة مهمة وضرورية لتعديل خط سير قطار التعليم الذي يبدو أنه خرج عن مساره، مما ينبئ بنتائج غير مرغوبة في نهضة الوطن.
ويجمع مؤرخو الحضارة على أن التعليم كان دائماً هو قاطرة التقدم للشعوب، ونحن دولة تسعى جاهدة للتقدم والإنجاز، وتنفق بسخاء على المدارس والمدرسين والتلاميذ .. ويبقى على هؤلاء أن يقوموا بواجبهم في إنجاز المطلوب منهم .. لقد قامت الدولة بدورها .. وبقي على هؤلاء جميعاً القيام بواجبهم.