حتى لا يتثاقل مظلوم عن رفع مظلمته بعد اليوم
- القصص والروايات
- 11/10/2013
- 1882
يرْوي قاضي الموصِل يحيى بن يحيى الغسَّاني يقول :
(بينما عمر ابن عبدالعزيز يطوف ذات يومٍ في أسواق حمص, يتفقَّد الباعة، ولِيَتَعَرَّف على الأسعار, إذْ قام إليه رجلٌ , عليه برْدان أحمران قطريَّان,
وقال: يا أمير المؤمنين ، لقد سمعتُ أنَّك أمرْت من كان مظلومًا أن يأتِيَك
فقال : نعم
قال : وها أنا قد أتَيْتُكَ ، وها قد أتاك رجل مظلومٌ بعيد الدار
فقال عمر : وأين أهلك؟
فقال : في عَدَن
فقال عمر : إنَّ مكانك من مكان عمر لبعيدٌ ، ثمَّ نزل عن دابَّتِهِ, ووقفَ أمامه
وقال: وما ظلامتُكَ؟
فقال : ضَيْعَةٌ لي - بستان - وثَبَ عليها رجل مِمَّن يلوذون بك ، وانْتَزَعَها مِنِّي؟
فكتَبَ عمر كتبًا إلى عروة بن محمَّد واليه على عَدَن , يقول فيه :
أما بعد ، فإذا جاءك كتابي هذا , فاسْمَع بيِّنَة حامِلِه , فإن ثبتَ له حقّ , فادْفَعْ له حقَّه ، ثمَّ ختَمَ الكتاب ، وناولَهُ الرجل ، فلمَّا همَّ الرَّجل بالانصراف
قال له عمر : على رِسْلِك ، إنَّك قد أتَيْتنا من بلدٍ بعيد، ولا ريْبَ في أنَّك اسْتنفذْتَ في رحلتك هذه زادًا كثيرًا ، وأخلقْتَ ثيابًا جديدة ، ولعلَّه نفقَت لك الدابة ، ثمَّ حسب ذلك كلَّه , فبلغَ ذلك أحدَ عشر دينارًا , فدَفَعَها إليه
وقال : أَشِعْ هذا في الناس ، قلْ للناس : إنّ عمر أعطاني نفقة السَّفَر، حتى لا يتثاقلَ مظلومٌ عن رفْعِ ظُلامتِهِ بعد اليوم , مهما كان بعيد الدار.