عساكم من عواده

عساكم من عواده


عساكم من عواده

دائماً، عندما يأتي العيد ويتهيأ الناس للخروج والاحتفال مع الأسرة والأصدقاء، يكون هناك من تهيأ مسبقاً ليهدي عيده للآخرين . أجواء جميلة يعيشها الكبار والصغار سواء في البيوت أو الحدائق والأماكن العامة، والزحمة في هذه الأوقات نكهتها مختلفة لأنها دليل حيوية وتعطي للعيد معناه . وبين المتنزهين واللاعبين والزوار، هناك من يراقب ويعمل، ولا تكتمل فرحته ويهنأ إلا حين يرى العيد في بهجة الآخرين وراحتهم وأمانهم . وإذا انقضت الأيام بخير، تراه يرتاح ويهدأ باله ويتفرغ لأمور أسرته . في هذه الأيام المباركة نتذكر من يمر العيد من أمام أبوابهم من دون أن يدخل بيوتهم، ونذكر الحزانى والأيتام والثكالى، والمرضى والفقراء . . لكن لا ننسى أيضاً من يتركون أسرهم في البيوت، ويؤجلون فرحة العيد ليحتفلوا بها بعدما تنتهي أيامه، وهؤلاء موجودون حولنا، بعضهم تتحكم به مهنته، وبعضهم يذهب عن طيب خاطر ليلبي نداء وطنياً أو إنسانياً .

بعض المهن لا ترتاح ولا تغلق أبواب مؤسساتها ولا تعرف الإجازات، وبعضها تزداد مهامها في الأعياد . وبين هذه وتلك هناك فئة تقرر أن تقدم ذاتها لتسهر على راحة الناس وسلامتهم في العيد، فتضاعف جهودها وساعات العمل، ومن بين هؤلاء الذين نرى العيد في وجوههم ومعانيه في أعمالهم، من يعملون كمتطوعين أو ببدل مادي رمزي في المؤسسات الخيرية، وكل همّهم أن يحملوا كسوة العيد والهدايا للأسر المحتاجة، ومن يعملون في المستشفيات من أطباء وممرضين وممرضات، والمسعفون الذين تزداد مهمتهم في المناسبات، ومعهم أطباء الطوارئ . والأجهزة الشرطية والأمنية والدفاع المدني، أيضاً تتضاعف مهامهم في مثل هذه المناسبات، ويكثفون دورياتهم ويعيّدون بين الناس وفي الشوارع . الشوارع في العيد ليست كلها في إجازة، وإن كانت تلبس الفرحة . فهناك أيضاً من تضطرهم ظروفهم للعمل وتأجيل فرحة العيد إلى أجَل قد يكون مسمى أو غير مسمى، مثل بائعي الصحف والعاملين في توصيل الطلبات إلى المنازل، وزملائهم العاملين في المطاعم والذين يبذلون جهوداً مضاعفة في الأعياد . . ففي كل مكان نجد أشخاصاً يعملون من أجل راحة الآخرين . قد نمر بجانب هؤلاء من دون أن نقول لهم كلمة شكر، أو ننتبه لوجودهم . وقد لا ينتبه البعض إلى أن العيد ليس مجرد فرحة تشعر بها في قلبك وداخل جدران بيتك، بل بهجة تراها في عيون الآخرين، ومشاعر إنسانية تنقلها إلى نفوس الناس . فالشكر مضاعف والتقدير كبير لكل من ترك أسرته وذهب ليكمل فرحة الآخرين . وعساكم من عواده .

 

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5